الجمعة , 22 نوفمبر 2024
=================================
✍️بقلم القائد العسكري والسياسي اللواء ركن طيار /
قاسم عبدالرب العفيف 11 فبراير 2024
بالتوازي مع تغيير رئيس حكومة الشرعية يجري حراك سياسي في اليمن من خلال ظهور المبعوثان الأمريكي والأممي في بعض العواصم العربيه المنخرطة بالتسوية التي تعثرت لفترة وجيزة بينما حرب الممرات التي انخرط بها الحوثي مستمره في البحر الأحمر وكذا ازدياد الأعمال القتالية على طول خط المواجهة مع الحنوب ومن جانب آخر يقوم التحالف الغربي بتوجيه ضربات جوبه لمناطق الحوثي كل ذلك النشاط السياسي والحربي يجري في وقت واحد وكاننا تشاهد فيلم هندي معد بعنايه فايقه والسؤال كيف سيتم جمع اطراف الأزمة والمشهد السياسي والعسكري مبعثر ولا يجمعه اي جامع وكل حدث منفصل عن الاخر هل نحن امام مسرحية اعدت سلفا وتجري فصولها تحت اشراف مخرج عالمي واقليمي وهل يستطيع ان يصل إلى النهاية التي يريدها ًويتم فرضها على واقع لا يتحمل الكثير من فصولها ؟
الحوثي انقلابي وتحركه اجندات اقليمية لا علاقه لها بالمجتمع اليمني والشرعية كطرف اصبحت في العنايه المركزه ولا تستطيع ان تؤثر على الواقع التي هي فيه وتستمد ديمومتها من الدعم الاقليمي والدولي ومجلس انتقالي يمثل الحنوب مقيد في شراكه مع الشرعية المغيبه ويشاهد معاناة شعب الحنوب ولكنه غير قادر على رفعها او ازالتها بسبب عدم تمكنه من ادارة شؤن الحنوب بشكل مستقل حتى الان
امام هذه التعقيدات التي نراها امامنا يرتسم مشهد سياسي وعسكري متناقض كيف سيتم ادارة تسويات دون الخوض في تفاصيل ذلك المشهد المعقد هل سيتم فرض تسويات سياسية من بنات افكار الدول المنخرطة بالتسوية ؟ وهل ستكون ملائمة لما يجري على. الواقع ؟ وما هي الضمانات التي يمتلكها رعاة مشروع التسوية لتحقيقها ؟ هل سيتخلى الحوثي عن مشروعه السياسي لصالح المشروع الوطني اليمني ؟ وهل الشرعية ستتخلى عن مشروعها الوطني لصالح المشروع الحوثي؟ وهما مشروعان متناقضان وهل الانتقالي سيتخلى عن مشروعه السياسي لاستعادة دولة الحنوب للمشاريع اليمنية والحوثية ؟ اعتقد ان في الأمر صعوبه بالغه واذا عدنا للتاريخ القريب نجد ان كل المشاريع اليمنية حوثيه وشرعية تلتقيان عند نقطة واحده وهي اعادة الحنوب إلى باب اليمن ودليلنا قيامهما بغزو الجنوب في 2015 بتحالف الحوثي وعفاش وسيروا الجيش اليمني لاحتلال عدن والجنوب وفي ذات الاتجاه الشرعية سيرت جيشها من مارب لغزو عدن في عام 2019 م لم يستطيعا فرض ارادتهما اداً كيف ستجمع ممثلي تلك المشاريع على طاوله حوار واحده ولديهم مشاريع متناقضه ولا اعتقد ان يقبل الانتقالي ان يجلس على طاوله واحده معهم قبل ان تتوضح المشاريع التي يحملها كل منهم ومن الخطاء ان يذهب الانتقالي للمفاوضات ضمن مشروع الشرعية الذي يتناقض مع المشروع الجنوبي وان ذهب فهو الخاسر الأكبر لانه قد تصل الشرعيه والحوثي إلى تفاهمات ويضعون الانتقالي بالزاويه اما يقبل بمشروعهم المشترك او يرفض وهنا سيصطدم مع الرعاة الاقليميين والدوليين وسيعتبرونه متمرد ويفرضون عليه عقوبات
من يعتقد بانه سيحقق اختراق سياسي على الطاوله بعد ان عجز عن تحقيقها في ميدان المعركة فهو واهم ولكن احقاقا للحق يجب ان ياخذ كل مفاوض الحيز الذي يتناسب مع حجمه على الارض وبالتالي سيكون من المنطقي ان يكون الحوار جنوبي شمالي وما على الشرعية إلا ان تذهب للتفاوض مع الحوثي وبقية القوى السياسية الاخرى للوصول إلى حلول وتفاهمات حول شكل الدوله هناك وبعدها يشكل وفد مشترك من الحوثي والشرعية للتفاوض مع الانتقالي والقوى الجنوبية الأخرى وعندها سيكون التفاوض بين شمال وجنوب اما غير ذلك فالتسوية التي يسوق لها الاقليم والعالم بهذا الرتم غير عادله وغير منطقيه سيكون مالها الفشل
هناك اجماع جنوبي على استعادة الدوله الجنوبية وان شذ نفر قليل من الجنوبيين فانهم لا يمثلون إلا انفسهم وأحزابهم ذات المنشاء الشمالي ولا علاقه للجنوب بهم فالطريق الأمن ان يجري التفاوض على اس المشكله وهي معظلة الوحده الفاشله بين الجنوب والشمال وكل ما طراء بعد ذلك لا يتعدى تفاصيل لفشل القوى السياسية اليمنية التي لم ترتق بعد إلى مستوى المسؤلية التاريخية وادخل البلاد والعباد في حروب طاحنه هذا التفاوض يمكن ان يقود إلى مصالحة تاريخية بين كافة القوى السياسية في اطار كل من الجنوب والشمال وبعدها لبناء الثقة للعيش المشترك بين الجنوب والشمال في امن واستقرار ووئام في دولتين متجاورتين تسهمان في أمن الاقليم
والعالم
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 19, 2024
نوفمبر 17, 2024
نوفمبر 11, 2024