الجمعة , 22 نوفمبر 2024
كتب/ صلاح الطفي
استهلال اجلال واكبار للمختار خير الأنام نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
وانا استحضر ما استقر بذاكرتي السماعية من حديث النخلة (أكرموا عمتكم النخلة….) وبعد تحري الشيوخ الثقات ومكتبة الشيخ جوجل تبين ان ذلك الحديث موضوع!
لكنها الشجرة الطيبة التي عظمها الله في كتابه المجيد وضرب بها المثل لكلمة التوحيد عندما تستقر في قلب المؤمن وتثمر ما يرسخ الإيمان ويقويه ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾.
وطابت مكانتها عند العرب وتعززت عند ساكني (طيبة) ورسخ مكانتها النبي وصحبه.
نعم هذه النخلة الباسقة الشامخة مقامها الرافعة رأسها الساجد سعفها المكنون نون ثمرتها المباركة وهي صنو العربي ونبض واحاته وكانت رابع رفاقه في رحلة حياة الصحراء بمعية الناقة والماء واللبن!
إلى ان وصلت (البنة اليافعية) ترفل بكيفها قادمة من سنام سرو حمير ليتقرب منها مزاج العربي أيما تقرب فصار كيفها الشريك الخامس في المعية والأول في مناقب وداعي إكرام الضيف وحتى أصبحت انشودة الكرم العظيمة التي يلبي ناشدها كل عربي:
(تفضل تقهوى عندنا) نعم هذه الجملة بين الأمر والطلب هي أكثر جملة يتداولها اللسان العربي من فجر كل يوم إلى سيمفونيات المقاهي التي هي اليوم في حالة انفجار كيفي أينما يممت خرمتك جذبتك بنت خالتنا البنة!
والعجيب اقتران كأس البن بالتمر النضيد (وكان هناك عقد رباني منذ الأزل بين عمتنا النخلة وخالتنا البنة)
فهذه المائدة الإماراتية عامرة بالتمر كرمز للكرم من زمن ساكني (الفريج) وله طقوس متوارثة عندهم فقد تلازم تقديمه للضيوف مع شربهم القهوة ولهم مقولة مشهورة:
((بهار القهوة التمر)) ويقدمون القهوة للضيف ثلاث مرات, عند قدومه وعند أكل التمر وبعد الطعام!.
فلا لوم عليا ان حثيت إخواني وأهلي اهل يافع الشموخ والناموس والتاريخ والحضارة ان وسمت شجرة البن اليافعية ( بخالتنا البنة) وهي نعم الخالة محل ومكانة وحب وعلاقة روحية فلشجرة البن مكانتها الحية والحيوية, حين تتفتح زهورها البيضاء و تستنشق عبيرها وتستظل بظلها تسري القشعريرة بكل خلية من خلايا جسمك وأنت أقرب حضن من (خالتك البنه) التي تكتسي الحشمة والوقار فاتنة قانته في محرابها السرمدي لخالقها العظيم الذي خصها بهذا التكريم العظيم عند بني الإنسانية قاطبة على مختلف مشاربهم وأجناسهم وسماتهم وجيناتهم ومستوياتهم الفكرية والمادية والاجتماعية.
فإجماع العالم على البن وكيف البن وكيف كيف البن لا مثيل له عند شجرة أخرى على وجه الأرض ضف إلى ذلك ان شجرة البن او قهوة البن تتناغم مع نغم الحياة من أسفل السلم إلى قمة التاج الملكي يرتقي كيف الكافي اليافعي من تواضعه ان يرتشف المزارع شذا قهوة البن الشاذلية عند الصباح الباكر يبجلها بطقوسها الخاصة أيما تبجل مثلما اكرمها وبجلها الأجداد في أحضان وديان يافع التي خصها الله حب ودفئ ليكون فيها اول مزدرع لهذه الشجرة المباركة حيث تعقد وتتعنقد براعمها وتتقلد عقودها المرجانية لتحتبي على اريكتها اليافعية السامية الإنسانية العظيمة.
فلله در أجدادنا العظماء كيف صبروا على رعايتها وجسدوا عظمتها قبل بني الإنسانية جمعاء صنعوا لها طقوس الشاذلية فكان أبي يقرأ الفاتحة مباركاً كل صباح على نفحات قهوة البن اليافعي قبل ان يرتشف رحيق خالته البنه.
وانا هنا في هذه الخاطرة لا ضير ان رسخت اسم وصف البنه او شجرة البن اليافعية الوقورة وقلت لأهلي في يافع ((أكرموا خالتكم البنه)) حتى تستعيد يافع مكانتها وتقوم قيامتها لتكريم واحياء خالتها البنة التي وضعت اسم (يافع) في مصاف صفوة الكيف الإنسانية العالمية.
فنعم (البنة اليافعية خالتنا قربا وشيمه) وهي تواكب نجاحات أبناء يافع أينما حلوا وارتحلوا!
(وهذا سر من اسرار وفاء اليافعي ليافع وترابها وجبالها وجيناتها)
فتبر البن اليافعي رفيق نجاح أبناء يافع يحملونه معهم اينما حلوا وارتحلوا تفوح رائحته الزكية من جنبات حقائب أسفارهم مثلما تفوح من حبيبات عرق آبائهم وأمهاتهم وهم (هنا) منهمكين يرددون غناء المجاني تحت ظلال خالتهم البنه وسط جربهم الزراعية بملاوي وديان سيل يافع الدفيئة، مثلما ذوت (هناك) في البعد السابع زمن الآباء الكبار الذين حملوا كيفها لترفع رؤوسهم وهم منهمكين في مصانع الحديد والصلب شمال إنجلترا إلى مصانع فورد في ديترويت أمريكا.
وإلى ما وراء البحار وأعالي المحيطات حيث رافقت الأخوين البحارة (محمد وعلوي عبد الحافظ الفقيه الطفي) اللذان طافا معظم بلدان العالم ولهم قصتهم الحقيقة في معيتهم مع البن وهي وصية ابيهم التي وثقتها وان شاء الله انشرها قريب!
وكذلك هي البنه اليافعية بكيفها رفيقة نجاح إمبراطوريات المال والأعمال اليافعية العامرة في الجزيرة ودولها والصين ومدنها وتركيا وزخمها وبريطانيا وكندا وامريكا وعظمتها حيث تفوح القهوة اليافعية وتذوي نفحاتها دليل للحاسة الثالثة لشقف المحب المتيم:
(والأنف تعشق قبل العين أحيانا)
خاصة حال الهيام بنت خالتنا البنه اليافعي التي ينعقد ودها كل ساعة وحين جديد تجدده بمحب متيم يهيم بشذاها قبل ان يراها مرددا:
(هيا بنا نحو ساقي البن يسقينا)
فهذا عهد البن اليافعي مع اليافعي حيث يظل مرتفع مع ارتفاع نجم النجاح اليافعي من إندونيسيا والصين والهند شرقا وأوروبا والأمريكيتين غربا إلى حيثما حل وارتحل.
حت تذكًره وتحثه بالعودة إلى عناق أمه الرؤوم وخالته البه الحنون وان كان وراء بحر الظلمات أو في جزر واق الواق!
وهذا سر بناء القصور اليافعية العظيمة فكأس قهوة بن يافعي من بن (دار جربتنا) رأس بيتنا ويافع تتعاظم أمام عيني خير من الدنيا وما فيها.
ختاما:
إلى زملائي الأكارم رئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية للمعرض الوطني الأول للبن الذي سينطلق في العاصمة عدن يوم الخميس 14 ديسمبر 2023 م
ذي ما (ينتع) الدلة الآن ويوردها بوقية بن يافعي ويثمل بها مع مقالي هذا يفحص حاسة الشم ومركز الكيف
(عند أقرب مركز تخصصي)
ويشهد الله انني اضع (خالتي البنة وكل مستلزماتها) في مقدمة حقائب شد الرحال الذي ادمناه وكثير من رجال يافع مثل ابن زريق البغدادي
(ما آب من سفر إلا وأزعجه رأي إلى سفرٍ بالعزم يزمعَه)
إلا ان خالتنا البنه لا تعذلنا بل تتشوق لنا حب ووفاء
بقلم/صلاح الطفي
6 ديسمبر 2023م
اعلامي جنوبي
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024