مع توالي التطورات السياسية على الساحة، ومع تصاعد فرص الحديث عن حل سياسي، تستقرئ القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي، مستقبل هذه المرحلة، وسط حرص كامل على جمع الجنوبيين على كلمة واحدة.
الأيام القليلة الماضية شهدت جهودا مكثفة من قِبل الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في إطار العمل على لم شمل الجنوبيين وجمعهم على كلمة واحدة لمجابهة التحديات.
وضمن هذه الجهود، عقد الرئيس الزُبيدي اجتماعا مشتركا بالإدارة العامة للشؤون الخارجية، وفريقي التفاوض والحوار الوطني الجنوبي.
وعبّر الرئيس القائد في مستهل الاجتماع، عن سعادته بحضور هذه الكوكبة من الكفاءات والكوادر الدبلوماسية الجنوبية، مثنيا على جهودهم التي بذلوها في إنجاز المهام الموكلة إليهم خلال الفترة الماضية.
وطالب الرئيس القائد الحاضرين برفع وتيرة العمل وتكثيف الجهود، والاستعداد للاستحقاقات السياسية المقبلة، من خلال إعداد رؤى واضحة وواقعية، تصب جميعها في اتجاه تحقيق تطلعات شعب الجنوب وتصون تضحيات أبنائه.
وأكد الرئيس القائد أن القوى الإقليمية، والدولية باتت اليوم، حريصة أكثر من أي وقت مضى على وقف الحرب، وإحلال سلام دائم في المنطقة، وذلك من خلال عملية سياسية شاملة بمشاركة جميع الأطراف الفاعلة، منوها بأن ذلك يتطلب من الجميع بذل جهد مضاعف، والانفتاح على كل القوى الوطنية، لتقديم رؤية جنوبية موحدة، تضمن حلاًّ عادلاًّ لقضية الجنوب بما يُلبي تطلعات شعبنا، وحقه في استعادة دولته كاملة السيادة على حدوده المعترف بها دوليا حتى 21 مايو 1990م.
واستمع الرئيس الزُبيدي بعدها، إلى عدد من الآراء والملاحظات التي قدمها الحاضرون حول مسار العمل السياسي والدبلوماسي للمجلس الانتقالي، بالإضافة إلى جُملة من الاستفسارات بخصوص التطورات الدولية ذات الصلة بالعملية السياسية الشاملة، والرد عليها.
ضمن هذه الجهود أيضا، التقى الرئيس الزُبيدي، المحامي علي هيثم الغريب رئيس مجلس الحراك الجنوبي السلمي، وزير العدل السابق.
وناقش الرئيس الزُبيدي مع المحامي الغريب، جملة من المستجدات على الساحة الوطنية، وفي مقدمتها الجهود التي تُبذل لوحدة الصف الجنوبي، وتعزيز اللحمة الوطنية، لمواجهة تحديات المرحلة، والاستعداد للاستحقاقات القادمة للجنوب وشعبه.
واستعرض الرئيس الزُبيدي خلال اللقاء، التفاهمات التي توصل إليها فريق الحوار الوطني الجنوبي، مع المكونات السياسية الجنوبية، للاندماج في إطار المجلس الانتقالي وعملية الهيكلة التي ستشمل هيئات المجلس، ولجانه المختلفة.
وجدد الرئيس القائد التأكيد على أن أبواب المجلس الانتقالي كانت وستبقى مفتوحة لجميع الجنوبيين، ولم ولن يكون المجلس حكرا على جهة أو منطقة أو تيار أو مكون سياسي بعينه، انطلاقا من المبدأ الراسخ بأن الجنوب لن يكون إلا بكل ولكل أبنائه.
ومن جانبه، ثمّن المحامي علي هيثم الغريب الجهود الكبيرة التي يبذلها الرئيس الزُبيدي لوحدة الصف الجنوبي، وتعزيز الجبهة الداخلية، وانفتاحه الكامل على كل القوى الجنوبية دون استثناء، مؤكدا ثقته الكاملة في قدرة الرئيس الزُبيدي على قيادة سفينة الجنوب إلى بر الأمان.
الجانب المشترك في كل هذه الجهود التي يبذلها المجلس الانتقالي، برئاسة الرئيس الزُبيدي، تقوم على جمع الجنوبيين كل كلمة واحدة، وذلك عملا على تقوية اللحمة الوطنية، ورص الصفوف في مسار العمل على استعادة الدولة.
وتولي القيادة الجنوبية اهتماما كبيرا في إطار العمل على عدم وجود أي ثغرة تستهدف إحداث حالة من الشقاق في الجنوب، مع العمل على نبذ أي خلافات قد تستهدف خلخلة مسارات العمل الوطني