أفادت مجلة “IPS” في تحليل حديث أن جماعة الحوثي في اليمن تتبع أساليب مشابهة لتلك التي استخدمتها حركة طالبان في أفغانستان، حيث نجح الحوثيون في فرض قواعد لعبتهم الخاصة في بلد يعاني من صراع مستمر منذ عقد من الزمان. وأكد التحليل الذي أعده “قسطنطين جروند”، رئيس مكاتب مؤسسة فريدريش إيبرت في السودان واليمن، أن الحوثيين استغلوا سياسة استرضاء الغرب لتعزيز قاعدة قوتهم وترسيخ نفوذهم.
استرضاء الغرب يعزز قوة الحوثيين أشار التحليل إلى أن سياسة الاسترضاء التي اتبعها الغرب تجاه الحوثيين أدت إلى تعزيز نفوذهم بشكل كبير، مما منحهم الثقة في أنهم يسيرون على الطريق الصحيح. فقد تزايدت قوتهم لدرجة أنهم احتجزوا نحو 60 موظفاً محلياً يعملون في منظمات دولية ومنظمات إغاثة، في خطوة غير مسبوقة تعكس مدى تنامي قوتهم وثقتهم بأنفسهم. وأوضح التقرير أن هذه السياسات شجعت الحوثيين على مواصلة أعمالهم العدائية دون خشية من العواقب.
تصعيد الحوثيين واستهداف الملاحة الدولية لم يقتصر توسع الحوثيين على السيطرة على الأراضي اليمنية فحسب، بل انتقلوا إلى استهداف الملاحة الدولية، حيث شنوا هجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر تحت ذريعة دعم غزة. وعلى الرغم من تزايد المخاوف الدولية من هذه الأعمال، إلا أن الردود الدولية ظلت متواضعة، مما ساعد الحوثيين على الاستمرار في تنفيذ سياساتهم العدائية.
تآكل الخطوط الحمراء واستمرار التساهل الدولي ذكر التحليل أن المجتمع الدولي، وعلى الرغم من قلقه المتزايد من تصعيد الحوثيين، لم يتخذ إجراءات حازمة لوقفهم، بل استمر في إظهار التفهم لمطالبهم. هذا التساهل أدى إلى تآكل الخطوط الحمراء التي كانت تعتبر في السابق حدوداً لا يمكن تجاوزها. ونتيجة لذلك، أصبح الحوثيون أكثر جرأة في فرض سيطرتهم وتوسيع نفوذهم.
اليمن نحو الانقسام وتفاقم الأزمة يرى “جروند” أن الحوثيين يقتربون من تحقيق هدفهم النهائي، وهو إقامة دولة تحت سيطرتهم الكاملة. وأشار إلى أن اليمن يتجه بشكل متزايد نحو تقسيم فعلي، حيث يتم تفكيك شبكات الاتصالات، وتقسيم المكاتب الحكومية، ونظام الضمان الاجتماعي، وحتى النظام المصرفي والنقدي الموحد.
دعوة إلى إعادة تقييم سياسة الاسترضاء اختتم التحليل بدعوة المجتمع الدولي إلى إعادة تقييم سياسة الاسترضاء تجاه الحوثيين، والعودة إلى فرض الخطوط الحمراء التي كانت موجودة في السابق. وأكد “جروند” على ضرورة بذل جهود دبلوماسية مكثفة وسياسة أمنية قوية لإيقاف التهديد المتزايد الذي يمثله الحوثيون، مشيراً إلى أن الوضع في اليمن يتطلب استجابة دولية جادة وحازمة لاستعادة الاستقرار والأمن في البلاد والمنطقة ككل