كثيرة هي المؤامرات التي تحاك ضد شعب الجنوب بسبب موقع الجنوب الجغرافي الاستراتيجي وثرواته المتعددة المتنوعة التي جعلت منه محل أطماع دول عربية وإقليمية ودولية، وكلما زادت تلك المؤامرات حياكةً وتجددًا ضدنا وضد أرضنا زدنا قوةً في التحمل والصبر والثبات على حقنا والنضال من أجل استعادته. صحيح أننا نعاني من كبر حجم تلك المؤامرات الدنيئة التي طال أمدها، لكننا لا ننكسر أمامها ولها لم ولن نستسلم أو نذل، وتاريخ نضال شعب الجنوب ضد قوى الاحتلال وطغاة قادتها خير شاهد على مدى حب الجنوبيين لبلادهم وأرضهم وعلى مدى التضحيات الجسيمة التي قدموها في سبيل حماية دينهم الإسلامي وعقيدتهم السنية الصحيحة، وفي سبيل الدفاع عن أرضهم وأنفسهم وكرامتهم وأعراضهم، وعلى مدى قوة صمودهم، وسيكون العار والخزي والهزيمة لمن يظنون باستمرار حياكة مؤامراتهم الخبيثة السياسية والعسكرية والخدمية وقطع الرواتب والمعاشات ضدنا وضد مسار نضال قضيتنا التحررية أن شعب الجنوب وقيادته النضالية والسياسية والعسكرية سينكسرون أو سيستسلمون أو يذلون، لا وألف لا، وبإذن الله قريبًا سنستعيد دولتنا المستقلة وعلى معالم حدودها سنرسم مجدنا الوطني الجنوبي. فقد عانينا من غدر الشريك الشمالي على ما اتفقنا عليه من بنود في 22 مايو 1990م، لكننا لم نذل أو نستسلم لذلك الغدر، وبشموخ الشجعان وقفنا أمام ذلك الغدر رافضين تمريره علينا، عانينا من العدوان الهمجي لقوات نظام علي عبدالله صالح التي اجتاحت الجنوب في 7/7 / 1994م ومن التسريح والإقصاء والتهميش الذي طال كوادر وقيادات الجنوب، ومن نهب وسلب الثروات، ومن خصخصة المصانع والمؤسسات والتعاونيات الجنوبية لمتنفذين وتجار شماليين، لكننا لم ننكسر ولم ندفن رؤوسنا في التراب، بل خرجنا للنضال ضد نظام عفاش بالمظاهرات والاحتجاجات الشعبية وبعمليات عسكرية مسلحة حتى تأسيس حركات ومكونات النضال السلمي الجنوبي وتشكيل فصائل المقاومة الجنوبية المسلحة، نعم عانينا من العدوان الحوثي العفاشي ضد الجنوب في العام 2015م، لكننا لم نهرب إلى شتى بقاع الأرض، بل تحدينا ذلك العدوان وخرجنا إلى مواجهته مواجهة عسكرية في جميع محافظات الجنوب التي تواجدت فيها تلك الميليشيات، وبفضل من الله ثم بقوة وشجاعة وبسالة شعب الجنوب وقوات المقاومة الجنوبية هزمنا العدوان الحوثي العفاشي واستطعنا تحرير جميع محافظات الجنوب من ميليشياتهم. نعم، فقد تكررت معاناتنا على أيدي ما تسمى شرعية هادي والإخوان، إلا أننا لم نخضع لمؤامراتهم خوفًا مما كانوا يحظون به من دعم عربي ودولي، حيث تم إحباط جميع مؤامراتهم شعبيًا باستمرار النضال على هدف استعادة دولة الجنوب المستقلة، وسياسيًا بتأسيس وإشهار المجلس الانتقالي الجنوبي وفروعه في جميع محافظات الجنوب، وعسكريا بتشكيل القوات المسلحة الجنوبية والأمن وتحرير محافظات عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت الساحل وسقطرى من سيطرة ميليشيات الإخوان. وهم اليوم يحاولون تكرار معاناتنا على أيدي رشاد العليمي ومعين عبدالملك في غلاء معيشتنا وبقطع رواتب أفراد القوات المسلحة الجنوبية والأمن وبمحاولة احتواء هدف استعادة دولتنا الجنوبية المستقلة بعودة معين عبدالملك إلى التفوه بذكر ما تسمى المرجعيات الثلاث التي قد اندثرت وعفى عنها الزمن، فليبشروا أنفسهم بزوالٍ آتٍ وقريب لامحالة من قبل شعب الجنوب وقيادته السياسية وقواته المسلحة الذين لا يعرفون الانكسار ولم يعرفوا الذل والهوان والاستسلام، حيث ستكون نهاية الأعداء هذه المرة أبدية بإعلان قرار سيادي للجنوب إن شاء الله