تداولت وسائل التواصل الإجتماعي فيديو لطفلة تبكي لأن معلمة أنبتها أو فصلتها من المدرسة بسبب رفع الطفلة للعلم الجنوبي في المدرسة ولآقى المقطع إمتعاض واسع من الناس وقد ربما شكلت لجنة تقصي حقائق للنزول الى المدرسة ومعرفة التفاصيل والبعض الآخر طلب فصل المعلمة ورفع العلم الجنوبي فوق المدرسة ، وهي ردة فعل طبيعية وبكل تأكيد سيرفع العلم الجنوبي وسيتم محاسبة ايًا كان يهين الراية التي سقط تحتها الالاف الشهداء ..
ومع ذلك فالمشكلة قائمة بسبب الهوّة والتضاد بين التربية في المنزل ومدخلات التعليم ومقررات المناهج الدراسية ، فالطالب يعيش في حالة من تضارب الأفكار إذ يتأثر بوالديه وأسرته ومحيطه المجتمعي بحب الإنتماء للوطن والهوية الجنوبية ولكن عندما يدخل الفصل الدراسي يتلقى تعليمًا منافياً لذلك إذ أن المنهج الدراسي مشبع في صفحات مقرراته بعلم الوحدة وتعظيم منجزاتها واعتبارها مقدس يحرم المساس بها.
ذات يوم من العام الماضي وانا أراجع لأولادي الدروس في مقرر امتحانات اللغة العربية والإجتماعيات وكتاب الوطنية! كان ظمن المقرر سؤال يقول: ماهي منجزات الوحدة اليمنية؟ وسؤال ٱخر عبّر بخمسة اسطر عن الوحدة اليمنية؟وعندما شرحت لطفلي الاجابة(بحسب المنهج) رد عليّ قائلاً: لكن يا ابي انت ترفع علم الجنوب وتشتي انفصال وكيف تقول لي ان الوحدة منجز عظيم!!!
الحقيقة هذا التساؤل احتاج مني إلى وقت كي اوضح له أن المنهج الدراسي اليمني جاثم على عقول أطفالنا ومازال حتى اليوم مع أنه وبمجرد سيطرتها على المحافظات ( المليشيات الحوثية طائفية ) أول مابدأت به تغيير المنهج المدرسي في عموم مدارس المحافظات التي تقع في نطاق سيطرتها الجغرافية واصبحت صور حسين وعبدالملك الحوثي في صفحات الكتاب المدرسي ، بالمقابل نحن باقون كما نحن ثمان اعوام مضت تعني ان اطفالنا اكمل خلالها مرحلة الموحدة والإعدادية وصبغت عقولهم بألوان العلم اليمني الوحدي ولم يحرك احداً ساكناً..
فيا أصحاب المعالي والفخامة والناشطين والإعلاميين الجنوبيين غاروا على التعليم أولاً قبل تغضبوا على خرقة العَلَم واهتموا بالجوهر لا بالشكليات،اعرسوا عقيدة حب الوطن والإنتماء في عقول الأطفال من خلال تغيير المنهج الدراسي فقد تأخرتم كثيراً والا فلا نتفاجئ يوماً إذا حدث ورفع اطفالنا علم الوحدة فوق مدارسنا ومنازلنا….