القمندان نيوز – درع الجنوب تقرير
تكتسب محافظة شبوة الجنوبية ، أهمية جيو عسكرية كبيرة؛ عطفا على موقعها الجغرافي الذي يتوسط بين محافظات الجنوب والشمال ، ولها أهمية استراتيجية حيث تمثل منفذ الجنوب نحو الشرق ، حضرموت والمهرة، وتتاخم محافظات أبين من الجنوب والغرب، ومحافظة البيضاء الشمالية من الغرب، ومأرب من الشمال الغربي بالاضافة الى ما تمتلكه من ثروات نفطية وغازية ومعدنية هائلة وهو ما جعلها محط اطماع لقوى الاحتلال اليمني بشقيها الحوثي والإخوان بدعم من دول عربية واقليمية .
حيث تتنافس قوى الإحتلال اليمني وبدعم من ايران وقطر وحلفائها للسيطرة على هذه المحافظة النفطية عبر مليشياتها الحوثية ذراع ايران باليمن وكذلك جماعة الإخوان المسلمين ذراع قطر التي حشدت كل طاقتها و ثقلها العسكري والأمني والقبلي ومليشياتها القاعدية والداعشية من المحافظات الشمال الى شبوة لمحاولة فرض سيطرتها الكاملة على شبوة والتوجه صوب بقية محافظات الجنوب بعد ان سلمت كافة محافظات الشمال بمعسكراتها وعتادها العسكري لحليفها الحوثي الذي يكشف مدى حجم التخادم الواضح بين الجماعتين الإخوانية والحوثية .
لقد عمدت المليشيات الاخوانية منذ اجتياحها لمحافظة شبوة في اغسطس 2019م على توطين العناصر الارهابية القادمين من كهوف الشمال وتمكينهم من المناصب والثروات عوضاً عن ابناء شبوة الذين يعانون العوز وانتهاج اساليب القمع والتشريد والقتل والتنكيل والسجن بحق ابناء شبوة واستهداف القيادات الجنوبية بالاغتيالات والاعدامات الميدانية وبالذات الذين كان لهم الدور الابرز في تحرير المحافظة من مليشيات الحوثي الإرهابية ، وهو يدل على الحقد الدفين الذي تكنه بداخلها هذه المليشيات لكل من هو جنوبي مناوئ لمشروعهم الاستيطاني المحتل للجنوب.
جرائم الحوثي والإخوان في شبوة
في شهر ايلول / سبتمبر من العام 2021م الماضي سلمت مليشيات حزب الإصلاح اليمني «فرع جماعة الإخوان باليمن » مديريات بيحان الثلاث بمحافظة شبوة لمليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران دون قتال
وبتواطؤ واضح من الإخوان، وتمت السيطرة على مديريات بيحان والعين وعسيلان ، مرتكبةً آلاف الجرائم بحق المدنيين والمعارضين لها ،و كانت وفق تقارير منظمات محلية ودولية “جرائم حرب”.
ومن بين المجازر التي ارتكبتها مليشيات الحوثي القصف الصاروخي لمنازل المواطنين في مديرية عسيلان خلف عشرات الشهداء والجرحى بينهم نساء و اطفال بالإضافة الى قصف الصاروخي لمساجد المدينة ومحطة الوقود في 2 يناير الماضي اوقعت مجازر بشعة بين صفوف المدنيين كما تمكنت الفرق الهندسية لنزع الألغام انتزاع اكثر من 1500 لغم حوثي من مديريتي بيحان وعسيلان كانت تهدد حياة الالآف من المواطنين.
هذا وكانت منظمة “فرونت لاين” البريطانية المعنية بحقوق الإنسان، قد اعلنت خلال تقرير لها في نوفمبر 2021 الماضي ، وقوع 1200 جريمة انتهاك بحق المدنيين العزل بمحافظة شبوة، منذ انسحاب قوات النخبة الشبوانية وسيطرة مليشيات الإخوان في أغسطس 2019 على المحافظة والتي مارست كافة اشكال العنف والإرهاب بحق المواطنين والموالين للمجلس الانتقالي وفي مقدمتها قيام عناصر مليشيات لعكب الإخوانية بإغتيال الناشط سعيد شاجرة في احد النقاط التابعة للاخوان وكذلك قمع المتظاهرين بالرصاص الحي وممارسة التعذيب الوحشي بحق المعارضين لها بالإضافة الى قيام مليشيات الاخوان الإرهابية بتنفيذ حملة اغتيالات طالت افراد النخبة الشبوانية واستخدمت الاسلحة الثقيلة في مواجهة القبائل وقصف منازل المواطنين.
الجدير بالذكر أن مليشيات “الإخوان قامت بتسليم مديريات شبوة لمليشيات الحوثي المدعومة من إيران بدون قتال “، وأن “هيستيريا الميليشيات وإطلاقها الصواريخ العشوائية خلال تقدم قوات العمالقة الجنوبية بتحرير بيحان وهو ما يؤكد أن احتلالها لشبوة كان مجرد تسليم واستلام بين مليشيات الإخوان والحوثيين”.
كيف حسمت القوات المسلحة الجنوبية المعركة في شبوة؟
بعد رفض مليشيا الاخوان تنفيذ توجيهات محافظ المحافظة رئيس اللجنة الأمنية السلطان عوض بن الوزير العولقي بتنفيذ المهمات ومنها منع حمل السلاح في المدن والالتزام بتنفيذ الخطة الأمنية بمدينة عتق الأمر الذي جعل مليشيات الاخوان تقوم بأعمال الفوضى والتخريب والاعتداء على نقاط قوات دفاع شبوة التي تقوم بتنفيذ مهامها الأمني لانجاح الحملة الامنية لمنع السلاح وفقاً لتوجيهات المحافظ وحققت قوات دفاع شبوة نجاحات امنية من خلال منع وضبط السلاح في المدينة.
حيث شكل محافظ المحافظة لجنة تحقيق حول ملابسات الاحداث التي شهدتها مدينة عتق في يوليو الماضي وتوعد بمحاسبة المتورطين فيها ولم تلتزم مليشيات الاخوان لكل التوجيهات والحلول الصادرة من المحافظ والذي بدوره اصدر عدة قرارات لتغيير قيادات عسكرية وامنية تابعة للاخوان والتي تمردت على قرار محافظ المحافظة والقاضي بإقالة قائد القوات الخاصة بمحافظة شبوة عبدربه لعكب وقائد معسكر القوات الخاصة بعتق وقامت بنشر عناصرها في المدينة كما نفذت قصف على مطار عتق وعدد من المرافق الحكومية تلت ذلك صدور قرارات جمهورية من قبل مجلس القيادة الرئاسي بتغيير قائد القوات الخاصة وقائد اللواء 30 مدرع وقائد محور عتق ومدير شرطة شبوة ولم تنفذ قيادة المليشيات الاخوانية لكل القرارات الصادرة من المجلس الرئاسي .
كما قوبلت كافة قرارات المجلس الرئاسي الذي اصدرها بالرفض وقامت معسكرات مليشيات الاخوان تنفيذ انقلاب عسكري على السلطة المحلية بشبوة من خلال حشد كافة معسكراتها وقواتها المتواجدة بشبوة الى مدينة عتق لمحاولة فرض امر واقع على الارض والسيطرة على عتق لاعادة نفوذ وهيمنة الاخوان على المحافظة وتكرار سيناريو اغسطس 2019 عندما قامت هذه المليشيات عبر معسكراتها بمهاجمة النخبة الشبوانية وفرضت امر واقع والسيطرة على زمام الامور في المحافظة واخراج قوات النخبة الشبوانية منها.
وفي صباح العاشر من اغسطس الجاري اعلن محافط محافطة شبوة رئيس اللجنة الأمنية عوض بن الوزير العولقي عملية عسكرية لمواجهة المتمردين الاخوان وإنهاء التمرد وفرض الامن والاستقرار بمدينة عتق ؛ وخلال ساعات من اعلان المحافظ ببداية انطلاق العملية العسكرية تمكنت القوات المسلحة الجنوبية ممثلة بقوات دفاع شبوة والعمالقة الجنوبية من هزيمة المتمردين الاخوان واخماد التمرد بمدينة عتق وتأمين المدينة بالكامل بعد السيطرة على كافة معسكرات والوية المتمردين الإخوان واسر العشرات منهم وفرار ما تبقى منهم باتجاه مارب ووادي حضرموت.
ملحمة صنعت النصر
أن” تحرير محافظة شبوة في العاشر من شهر إغسطس /آب الجاري من قبل القوات المسلحة الجنوبية الباسلة ممثلة بقوات دفاع شبوة والعمالقة الجنوبية هو تطهير لأهم محافظات الجنوب من المليشيات الإخوانية والحوثية، وهزيمة ساحقة للمشروعين الإخواني والأطماع الإيرانية بالمنطقة”.
وأكد نشطاء ومحللون عسكريون و سياسيون جنوبيون أن “الإنتصارات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في تحرير محافظة شبوة من المتمردين الإخوان وقبلها مليشيات الحوثي في مديريات بيحان ما كان ليتحقق هذا النصر لولا إسناد أبناء شبوة وقبائلها للسلطة المحلية بالمحافظة والقوات المسلحة الجنوبية وبتأييد من دول التحالف العربي” ومجلس القيادة الرئاسي.
حماية الجنوب ضد الأطماع الإيرانية والإخوانية
حظي انتصار القوات المسلحة الجنوبية بمحافظة شبوة بإشادات جنوبية واسعة واخرى حكومية وعربية ؛ ووصفت هذا الإنتصار بانه سوف “يحمي هوية الجنوب ويحفظ أمنه وإستقراره خاصة والمنطقة بشكل عام من مخططات المشروع الإخواني والحوثي المدعوم من إيران .
حيث أن هذا التطور اللافت في المعركة التاريخية ضد مليشيات الإخوان و الحوثيين، سجلت بطولة جديدة تضاف لانتصارات القوات المسلحة الجنوبية السابقة التي تمكنت من هزيمة وافشال الأطماع الإيرانية في الجنوب عبر ادواتها المحلية في اليمن ممثلة بمليشيات الحوثي الإرهابية وكذلك هزيمة مشاريع قطر وبعض الدول الاخرى الداعمة لاذرعها المحلية في الداخل ممثلة بمليشيات الإخوان الإرهابية التي تمردت على السلطات المحلية بمحافظة شبوة وعلى قرارات المجلس الرئاسي