أكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي ، منصور صالح، حرص المجلس على تحقيق السلام الحقيقي العادل والشامل الذي يلبي تطلعات الجميع، ودعمه لكل الجهود الإقليمية والدولية للوصول إلى ذلك. وأوضح صالح في حديثه لـ”سبوتنيك”، الأربعاء، إن رفض المجلس تجاوز أو القفز على قضية الجنوب لا يمثل تعطيلا للجهود الدولية، بل هو تمسك بثوابت جنوبية وباتفاقات تم التوقيع عليها برعاية إقليمية كاتفاق ومشاورات الرياض، إضافة إلى كونه دفاع عن حق شعب سُلبت حقوقه منذ إن وقع تحت الاحتلال قبل نحو 30 عاماً.
وقال القيادي في الانتقالي، إن تحفظ المجلس على عملية السلام التي يقودها المبعوث الأممي، دافعه عدم اشتمال مشاوراتها على كافة الأطراف الفاعلة والحقيقية على الأرض، وفي مقدمتها الانتقالي الجنوبي، وهو تعبير عن الحرص على إنجاح هذا الجهد وليس تعطيلا له.
وأضاف صالح، أن وضع إطار خاص لقضية شعب الجنوب في كل مراحل أي مسار للسلام، هو استحقاق لا يمكن بناء أي عملية سلام دون تلبيته، وأي تجاهل أو استبعاد لهذا الأمر هو ما سيفضي إلى عرقلة أي اتفاق سلام وليس العكس، كما أنه من دون ذلك الإطار ودون حضور الجنوب وقضية شعبه في كل مراحل عملية السلام المنشودة، من شأنه أن يحبط العملية برمتها وينتج مزيدا من الاحتراب.
وجدد القيادي الجنوبي، التأكيد أن “أهداف المجلس الانتقالي الجنوبي (الحامل الوطني لقضية شعب الجنوب) غير قابلة للترحيل وينبغي تضمينها في كل المراحل وضمن أي تحرك للسلام”. وأوضح أن خطة وخارطة المبعوث الأممي المعلن عنها أخيرا لن يكتب لها النجاح إذا سارت بهذه الطريقة البعيدة عن الواقع، ما لم تضع قضية شعب الجنوب في مقدمة القضايا التي يجب مناقشتها وحلها، ووضعها في إطارها التفاوضي الخاص بها.
وقال صالح، إن ما يطرحه المجلس الانتقالي الجنوبي حول أهمية مناقشة قضية الجنوب ووضع إطار تفاوضي خاص بها ليس جديداً، بل سبق وتم تضمين ذلك في اتفاق ومشاورات الرياض، وفي البيان الختامي للمشاورات الذي تلاه رئيس الحكومة، وأكد نصاً “على أهمية إدراج قضية شعب الجنوب في مفاوضات الحل الشامل وفي إطار تفاوضي خاص بها”. وأشار إلى أن هذه المطالب تتعلق بالحاضر كتضمين قضية الجنوب في كل المسارات الإنسانية والاقتصادية والعسكرية والمستقبلية من خلال وضع الإطار التفاوضي لهذه القضية في المرحلة الثانية وهي مرحلة المفاوضات السياسية وأهمها شكل الدولة. ولفت صالح إلى أن “الحل والسلام الحقيقي في اليمن والمنطقة لن يتحقق إلا بعودة دولة الجنوب وتحقيق تطلعات شعبها، وهذا أمر مهم ينبغي أن يدركه العالم، ويدركه رعاة السلام والأطراف المعنية في اليمن، وبديل ذلك هو استمرار الصراع والاحتراب، رغما عن كل المبادرات وخطط أوهام السلام التي يسوق لها البعض، أو يظن أن بمقدوره تمريرها على شعب الجنوب وقيادته”. وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، السبت الماضي، توصل أطراف الصراع في اليمن إلى الاتفاق على مجموعة من التدابير، تشمل التزامهم بتنفيذ وقف لإطلاق النار في عموم اليمن، والاستعداد لاستئناف العملية السياسية