كشف تقرير لمجلة “نيوزويك” الأمريكية، عن الأهداف الحقيقية غير المعلنة للهجمات الحوثية على الملاحة في باب المندب.
وقال التقرير إن تصعيد جماعة الحوثيين في اليمن هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب تعود إلى عوامل محلية أبرزها سعي الحوثيين إلى انتزاع موافقة دولية وإقليمية خاصة من المملكة العربية السعودية على منحهم كامل اليمن، وفي الجانب الإقليمي تحقيق نفوذ أكبر لإيران وحلفائها على ممرات الملاحة في الخليج العربي والبحر الأحمر.
وأشار التقرير الأمريكي إلى أن عدة عوامل إقليمية ومحلية تساهم في الحسابات الاستراتيجية الحوثية التي تدفعهم إلى الاستهداف العسكري لإسرائيل، بينما تشكل أيضًا تهديدًا مستمرًا للمملكة العربية السعودية وحلفائها.
وأضاف: “هذا يرجع أولًا وقبل كل شيء إلى طهران وشبكات الميليشيات في العراق وسوريا ولبنان، النفوذ الجيوسياسي الكبير الذي تمارسه حركتها، وأهميتها في المناطق الرئيسية عبر شبه الجزيرة العربية وبحر العرب وأفريقيا وباب المندب”.
وأكدت الصحيفة أنه “مع ظهور فجوات في المفاوضات في أحدث جولة من المحادثات بين المملكة العربية السعودية والحوثيين، فإن هذا التكتيك الهجومي يسمح للحوثيين بتعزيز قدراتهم وموقفهم التفاوضي، دون إعادة إشعال الالتزام السعودي بالحرب. ومع تزايد اهتمام المملكة العربية السعودية بالخروج الذي يحفظ ماء الوجه”، وفق التقرير.
ولفت التقرير إلى أن “الحوثيين يدركون تمامًا الديناميكيات الداخلية التي تضعهم في مواجهة العديد من الخصوم المحليين – بما في ذلك مجلس القيادة الرئاسي – ويدركون ضرورة ممارسة الضغط على الرياض لضمان حدوث تحول إيجابي في محادثات المفاوضات تمنح شرعية السيطرة مستقبلًا على كامل اليمن، قبل تجدد الصراع المتوقع في السنوات القادمة”.
وأوضح أن “الهجمات ضد إسرائيل أو المواقع الأمريكية، والتي تشكل إلى حد كبير عروضًا رمزية تهدف لتعزيز الدعم المحلي والدعم العربي والإسلامي الأوسع للجماعة. فعلى الصعيد الداخلي، يواجه الحوثيون انتقادات ومعارضة عامة متزايدة من أولئك الذين يعيشون تحت سيطرتهم، والتي تفاقمت بسبب عدم دفع رواتب القطاع العام لفترات طويلة والأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي اتسمت بـ ارتفاع أسعار السلع الأساسية وضعف العملة المحلية”.
واختُتِم التقرير بالقول:” على المستوى الإقليمي، على الرغم من امتلاكهم ترسانة عسكرية كبيرة والرغبة في استخدامها، غالبًا ما تكون أنظمة الأسلحة بطيئة وغير دقيقة عن بعد. ومع ذلك، في حين أن الهجمات تحمل الحد الأدنى من الأهمية العسكرية، إلا أنها تحدث تأثيرًا سياسيًا كبيرًا، حيث تعمل في المقام الأول كوسيلة للحوثيين لنقل رسالة قوية إلى مؤيديهم والمتعاطفين معهم، بهدف تعزيز الولاء العام لقضيتهم”.