ضمن جرائم الابتزاز المالي وحرب الميليشيات الحوثية المنظمة ضد ما تبقى من القطاع الخاص اليمني، أغلقت الميليشيات مصنع «شملان» للمياه المعدنية، شمال غرب صنعاء، واعتدت على عشرات العاملين فيه بقيادة مشرفها الأمني في مديرية همدان المدعو حسن الجودة.
وحسب مصادر محلية في صنعاء، داهمت الجماعة الانقلابية في إطار شنها حملة جباية وابتزاز ضد أكثر من 800 شركة ومصنع وسوق ومول تجاري في العاصمة المختطفة صنعاء، مصنع «شملان» للمياه المعدنية، وباشر عناصرها وقف خطوط الإنتاج وطرد الموظفين والعاملين فيه، ومنع دخول وخروج شاحنات المصنع وموظفيه.
وشكا عاملون في المصنع بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من اعتداءات وتهديدات تعرضوا لها على يد مسلحي الجماعة لحظة جريمة المداهمة، مشيرين إلى تدمير مسلحي الجماعة المتعمد أثناء الاقتحام لبعض المرافق والأقسام داخل المصنع وبصورة وصفوها بـ«الهمجية».
وفي حين أوضح العاملون أن عملية الدهم الحالي للمصنع تعد الرابعة على التوالي خلال أشهر قليلة، ذكرت مصادر محلية أنها جاءت على خلفية رفض إدارة ومالكي مصنع «شملان» تقاسم العوائد المالية مع القيادي الحوثي الجودة، المقرب من المدعو عبد الخالق الحوثي شقيق زعيم الجماعة.
وفي معرض الرد على ذلك التعسف الانقلابي، هددت نقابة مُصنعي المياه المعدنية في صنعاء، بالإضراب ووقف العمل في جميع مصانع المياه المعدنية، في حال استمرت الجماعة فرض حصارها المطبق على مصنع «شملان».
وفي بيان صادر عنها دانت النقابة جريمة التعدي السافرة على المصنع ومحاصرته من قبل المدعو حسن الجودة وعصابته المسلحة، والقيام بنصب الخيام في بوابة المصنع، ما أدى إلى إيقاف المصنع عن الإنتاج ومنع العاملين والوكلاء من الدخول والخروج إليه.
وطالب البيان، الميليشيات، بسرعة إلقاء القبض على العصابة المسلحة المعتدية وفك الحصار عن المصنع وتقديمهم إلى المحاكمة حتى ينالوا جزاءهم.
في سياق ذلك، كشف مسؤول في إدارة الإنتاج بالمصنع أن جريمة الاقتحام والإغلاق الحوثي أعقبها في اليوم التالي اختطاف المدير المالي وموظف آخر يعمل بقسم المبيعات من منزليهما في صنعاء، واقتيادهما إلى جهة غير معروفة.
وأكد المصدر إصرار القيادي الانقلابي المدعو الجودة، وبإيعاز من شقيق زعيم الميليشيات على مطلب تقاسم عائدات المصنع، وهو الأمر الذي قوبل برفض كبير من قبل إدارته.
ولفت مسؤول الإنتاج، الذي طلب عدم نشر معلوماته، حفاظاً على سلامته، إلى أنه سبق لتلك الجماعة أن اقتحمت المصنع عدة مرات؛ تارة بحجة دفع إتاوات مالية تحت مسمى المجهود الحربي، وأخرى لمطالبتها بقاعدة بيانات تفصيلية كي تفرض فيما بعد مبالغ مالية تحت مسميات عدة.
كما سبق لقادة الميليشيات الحوثية، وبغية القضاء على المصنع وتدميره بشكل نهائي، أن سمحوا لشركات تعمل في إنتاج مياه معدنية «رديئة»، لا تحمل المواصفات والجودة التي تميز بها أقدم مصنع لتعبئة المياه المعدنية في اليمن، بتقليد منتجات المصنع.
ويتعرض في غضون ذلك، ما تبقى من القطاع الخاص اليمني في صنعاء وبقية مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية لحملات تعسف ونهب وابتزاز واسعة ومنظمة تقودها لجان ميدانية مدعومة بمسلحين وعربات حوثية أمنية وعسكرية.
كانت الميليشيات شنت قبل أسابيع قليلة حملات تعسف وابتزاز طال أخيرها بالإغلاق والتعسف أكثر من 10 شركات محلية، إلى جانب عشرات المحال التجارية في العاصمة صنعاء.