أين هو الموقف الدولي المندد والمدين للهجوم الإرهابي الذي استهدف قوات الحزام الأمني في أبين ولماذا تتجاهل دوائر مكافحة الإرهاب الدولية العمليات ضد القوات الجنوبية أو العمليات الإرهابية في الجنوب بشكل عام.
تصنف المخابرات الأمريكية تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على مدى سنوات عديدة ماضية بأنه يشكل أحد أخطر مهددات الأمن القومي الأمريكي، وتتحرك كل تقييمات الجانب الأمريكي وتعاملها مع خلايا التنظيم وخطورته اعتماداً على نشاطه وعمليات مواجهته.
وكانت تقارير أمنية دولية منحت خلال السنوات الماضية قوات النخبة الشبوانية تقييما إيجابيا لدورها الفاعل في مواجهة خلايا القاعدة وداعش في محافظة شبوة وحدودها مع محافظة أبين، غير أنه حين فككت شرعية الإخوان المسلمين قوات النخبة وشنت عليها حربا شرسه غابت المواقف الدولية التي أشادت بدور النخبة وحضورها.
اليوم تعود قوات دفاع شبوة وقوات الحزام الأمني وكل القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي ومعها النخبة الحضرمية لتقوم بمهمة مواجهة الإرهاب في مناطق شبوة وأبين وحضرموت وحتى عدن ولحج نيابة عن المجتمع الدولي الذي يتحدث كثيرا عن جهوده في مواجهة تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب.
ومع ما تقوم به القوات الجنوبية نيابة عن كل من يقلقه تغول الإرهاب وتمدد خلاياه وخطره على المصالح الدولية، فإن المجتمع الدولي يقف صامتا عن مساندة هذه القوات وحتى ولو ببيانات إدانة ودعم معنوي، وهو موقف يبعث على الغرابة والحيرة معاً.
تعود خلايا القاعدة للتحرك في مساحات وبدعم حوثي إخواني وتماهي أطراف في الشرعية مع جرائم الإرهاب واستخدامه كورقة ضد القوات الجنوبية والمجلس الانتقالي وضد الجنوب كشعب بشكل عام بينما تدفع القوات الجنوبية ثمنا ثقيلا نيابة عن العالم ودفاعا عن أمنه ومصالحه في المنطقة.
عمليات الإرهاب التي تستهدف القوات الجنوبية اليوم كانت بالأمس قد وصلت حد استهداف أهم بوارج البحرية الأمريكية “اس اس كول”، كما خطط التنظيم من داخل أبين لتنفيذ عمليات داخل واشنطن وليست عملية الطابعات المفخخة المرسله لمنشآت يهودية في أمريكا وعملية النيجيري فاروق عبد النبي وعمليات أخرى خارج الحدود بعيدة عن الذاكرة.
الإرهاب الذي تغذيه مشاريع الإخوان والحوثي وارتباطاتهما الإقليمية ويستهدف القوات الجنوبية في أبين وشبوة وحضرموت وعدن والضالع ولحج لن يتوقف عند جغرافيا الجنوب إذا لم تقف القوات الجنوبية ضده وتعمل على هدم معاقله، بل ستتجاوز عملياته مجددا حدود اليمن إلى جغرافيا أبعد وأكثر حساسية وأهمية بالنسبة للمجتمع الدولي الذي يصمت اليوم عن ما يحدث في جنوب اليمن.
جهود مكافحة الإرهاب التي تشكلت بعد أحداث 11 سبتمبر وكذلك التحركات الأمريكية ضد تنظيم القاعدة وداعش في اليمن يجب أن تفتح تنسيقا وتعاونا وتقدم دعما مباشرا ولوجستيا للقوات الجنوبية التي تملك أحقية التحرك والمواجهة ميدانيا وتحتاج لكثير من الدعم الاستخباراتي والنوعي.
الصمت الذي أظهرته واشنطن والمجتمع الدولي حين تعرضت قوات النخبة الشبوانية للاستهداف والتفكيك من قبل الإخوان المسلمين والشرعية التي اختطفت قرارها سنوات عديدة يجب أن يتغير حاليا إلى موقف أكثر استشعاراً لأهمية ما تقوم به القوات الجنوبية من دور كبير ضد أخطر فروع القاعده وأكثرها تهديدا لمصالح العالم.