رأى خبير في شؤون الشرق الأوسط د. نايل بارتريك أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتصدر اليوم جهود استعادة دولة الجنوب والاستقلال عن شمال اليمن، لكن مع تحديات وتعقيدات على مستويات متعددة تشمل الجوانب السياسة والأمنية والعسكرية والاجتماعية.
وزعم بارتريك أن “تعدد الهويات الوطنية داخل الجنوب تشكل أيضًا تحديًا لمشروع المجلس باستقلال الجنوب”.
وأشار بارتريك إلى أن وجود المجلس الانتقالي ضمن الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي قد يُنظر إليه كتعارض وتناقض مع مشروع الاستقلال من قبل البعض. وأضاف: “قد تكون إحدى الحلول وفق نظر البعض هو الانسحاب من هذه العلاقة والسعي نحو الاستقلال بكل الوسائل. لكن المجلس سيكون مقيدا بما وصفها بارتريك “القرارات الدولية وحقيقة الشرعية اليمنية التي تمثل البلاد كلها”.
وذكر بارتريك خلال ندوة افتراضية نظمها مركز سوث24 للأخبار والدراسات بعنوان “نحو تحقيق السيادة الوطنية: التحديات والفرص في مسار الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية” : أن دور مكافحة الإرهاب الذي يضطلع المجلس الانتقالي الجنوبي به يمثل تحديًا على المستوى الأمني.
وشكك نايل بارتريك بالدور السعودي في الجنوب، مشيرًا إلى المجالس الجهوية التي شكلتها الرياض مؤخرًا وفي مقدمتها “مجلس حضرموت الوطني”. مضيفًا: “لا نعرف ما المقصود بـ “الوطني” في مجلس حضرموت الوطني الذي شكلته السعودية، وهي قد تروج لفكرة فصل حضرموت عن الجنوب لأهداف اقتصادية؛ مثل أنبوب النفط الذي يعفي السعودية من مضيق هرمز ويصلها ببحر العرب عبر حضرموت”.
ومع ذلك، يعتقد بارتريك أن حالة من القلق والتحفظ تسود بعض الجنوبيين في مناطق مثل وادي حضرموت والمهرة لأسباب تاريخية متعلقة بالدولة المركزية التي قادها النظام الاشتراكي خلال دولة اليمن الجنوبي سابقًا، وما خلفته من مظالم.