عقب انقلابها، أخذت بشكل متسارع بالسيطرة على ، في حين لم تدخر جهدًا في “حوثنتها” من خلال تغيير المناهج وإضافات أخرى لخدمة أجنداتها الطائفية.
كما أقدمت على تغيير البنية الأكاديمية لهذه الجامعات عبر تعيين شخصيات ذوي انتماء “مذهبي وطائفي” وتجريف المجالس العلمية المعنية بإدارة العملية التعليمية فيها.
وقال أكاديميون لـ”إرم نيوز”، إن “الميليشيا في سبيل ذلك اتخذت عدة خطوات منهجية، تهدد الجامعات بالتحول إلى حوزات تردد الصرخات الإيرانية”.
كيانات موازية
وقال الناطق الرسمي لنقابة التدريس في الجامعات الحكومية الدكتور منصور القدسي، والمسؤول الأكاديمي لنقابة هيئة التدريس في جامعة الحديدة، إن “حوثنة التعليم الجامعي بدأت بعد الانقلاب، إذ شكلت كيانات موازية للكيانات الرسمية داخل الجامعة”.
وأضاف القدسي لـ”إرم نيوز”: “بدأت اللجنة الثورية بالسيطرة على الجامعات وإدارتها من الظل، وتجرأت على تأسيس كيانات موازية لنقابة أعضاء هيئة التدريس، واتحاد الطلبة، ونقابة موظفي الجامعة، تحت مسميات الملتقى الأكاديمي والملتقى الإداري والملتقى الطلابي”.
وتابع: “بدأت بعد ذلك بتجريف المجالس العلمية المعنية بإدارة العملية التعليمية في الجامعة، من خلال تعيين الموالين لها بطريقة مخالفة لقانون الجامعات والمعايير الأكاديمية المتبعة”.
إنشاء مركز دراسات فارسية
وأشار القدسي إلى أنه “بعد أن تمكنت الميليشيا من السيطرة على هذه المجالس، بدأت بتغيير المناهج، وتشكيل لجان لتغيير أخرى لخدمة أجنداتها الطائفية، منها مناهج التاريخ؛ إذ حاولت أن تمحي ما له صلة بالجمهورية وتمجد الإمامة، وجرفت ما كان مذكورًا عن الاحتلال الفارسي لليمن”.
وشدد على أن هذه الميليشيا “بدأت بعد ذلك بممارسة الأنشطة الطائفية لاستقطاب الشباب إلى جبهات القتال، وحوثنة التعليم الجامعي بصورة ممنهجة”.
ماجستير في الصرخة.. وحوزات
واستغرب القدسي من أن تُناقَش رسالة ماجستير عن (الصرخة الحوثية)، وأن يعلن رئيس جامعة صنعاء بالحرف، أن هذه الصرخة هي سلاح الأمة لمواجهة الأعداء”.
وأوضح: “إضافة لما سبق، قامت الميليشيا باستهداف المدرسين بأسلوب الترهيب، وتم فصل المئات منهم، وسجن بعضهم، بعد أن فشلت بترويضهم وشراء ولائهم، بالتجويع وحرمانهم من الرواتب”.
وخلص القدسي: إلى “أنه في حين كان التعليم الجامعي يعاني إشكاليات عديدة، إلا أنه بعد الانقلاب تم حوثنته. وأصبحت المخاطر أعظم وأبشع، وإن لم نستشعر خطورة هذا الأمر، فستتحول جامعاتنا إلى حوزات علمية تردد الصرخات الإيرانية والمناهج الإيرانية”.
جامعة سلالية
وقال الباحث مصطفى ناجي الجبزي، إن “جامعة صنعاء أصبحت جامعة سلالية حوثية، وبدلًا عن أن يدفع الحوثي رواتب المدرسين والأساتذة، أخرجهم في طابور الصباح يطلقون الصرخة، وفي هذه الجامعة تُناقش رسائل دراسات عليا في فكر مؤسس الجماعة الحوثية”.
وأوضح أن “هناك تغييرًا في المناهج، ووصلت المواد الأيديولوجية الجديدة المفروضة إلى 15 مادة في جامعة صنعاء، فيما هناك انهيار للكم والنوع، كما أنه لا تُدفع رواتب الدكاترة ويُتَلَاعَب بالترقيات والتعيينات على أسس سلالية”.