كشف مسئول تربوي عن قيام بعض المدارس الخاصة في العاصمة عدن بتدريس المناهج الدراسية المحرفة من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
وكشف رئيس شعبة تأليف المناهج المدرسية بمركز البحوث والتطوير التربوي، التابع لوزارة التربية والتعليم عبدالرزاق البكري، في مقابلة له مع قناة “عدن المستقلة” السبت، عن وجود مدارس أهلية غير معتمدة من وزارة التربية والتعليم في العاصمة عدن تُدرّس مناهج الحوثيين.
وقال البكري، إن هذه المدارس الخاصة تحصلت على هذه المناهج الحوثية بشكل مجاني، مؤكداً الغياب التام للرقابة من قبل السلطات الحكومية والمحلية في عدن على ما يُدرس في المدارس الخاصة من مناهج.
المسئول التربوي أشار إلى مشكلة عدم قيام مطابع الكتاب المدرسي الحكومية بتوفير المناهج للمدارس الحكومية، وهو ما يدفع المدارس الخاصة لأن تقوم بطباعة المنهج الدراسي في مطابع خاصة وتحذف ما تريده من المنهج في ظل غياب الرقابة الحكومية عليها.
وتُعيد تصريحات المسئول التذكير بالفضيحة التي جرى الكشف عنها قبل نحو عامين من قبل ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، بقيام مدارس خاصة في مدينة مأرب بتوزيع المناهج الدراسية التابعة لجماعة الحوثي على طلابها.
وأثار حينها الكشف عن هذا الأمر جدلاً واسعاً بين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إقرار مكتب التربية والتعليم في مأرب بالأمر، وتوجيه مديره علي العباب، بإيقاف هيئة إدارة إحدى المدارس الخاصة التي جرى فيها توزيع مناهج الحوثي.
وبحسب وثيقة رسمية صادرة عن مكتب التربية بمأرب، فقد بررت إدارة المدرسة الخاصة بأنها اشترت المنهج الحوثي من مكتبة للأدوات المدرسية بمدينة سيئون الخاضعة لسيطرة قوات المنطقة العسكرية الأولى بموجب فواتير شراء رسمية.
وهو ما يشير إلى أن اختراق المناهج الحوثية للمناطق المحررة يتجاوز نطاق بعض المدارس الخاصة في مدينة مأرب، ما يعكس حجم الخطر الذي يهدد عقول الطلاب بالمناطق المحررة بالتسمم بأفكار جماعة الحوثي الإرهابية.
وحرصت جماعة الحوثي الإرهابية عقب انقلابها على الدولة عام 2014م بشكل واضح على استغلال المناهج الدراسية لخدمة مشروعها، وتجلى ذلك بمنح يحيى الحوثي شقيق زعيم الجماعة منصب وزير التربية والتعليم بحكومتها غير المعترف بها.
وخلال السنوات اللاحقة أقدمت الجماعة الحوثية، عبر سلسلة من التعديلات في المناهج الدراسية، على تحريفها وبخاصة مناهج القرآن والتربية الإسلامية والوطنية لزرع أفكارها الطائفية والإرهابية، وفرضها على المدارس الحكومية والخاصة بمناطق سيطرتها.
وحذرت تقارير ودراسات محلية من خطورة التغييرات التي أجرتها الجماعة على المناهج الدراسية لزرع أفكارها العقائدية والطائفية عبر تقديم تفسيرها الخاص للآيات القرآنية والأحاديث النبوية وتزوير الأحداث التاريخية بما يخدم مشروعها، والتركيز على تمجيد رموز الجماعة وإضفاء القداسة الدينية عليهم.