ختمت دول الناتو قمتها ببيان شديد اللهجة، خاصة ضد الصين، إذ اتهمها بـ “دور حاسم” في الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وأعرب عن “قلق عميق” من علاقتها مع موسكو، ورغم أن بكين ردت ببيان مماثل، إلا أن التصعيد لم يتوقف عند ذلك، إذ اتخذ أيضًا شكل الرسائل العسكرية.
بكين أرسلت 66 طائرة و7 سفن، وهو أكبر عدد من الطائرات خلال يوم واحد خلال هذا العام ترسله إلى جزيرة تايوان، التي تعتبرها الصين جزءًا منها، بينما تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، سياسيًّا وعسكريًّا.
رسائل سياسية
لم تكتف دول الناتو بالتعبير عن القلق إزاء الموقف الصيني من الحرب الروسية الأوكرانية، بل إنها أعربت في البيان عن المخاوف من “ترسانة الصين النووية وقدراتها في الفضاء”.
وفيما وُصف بأنه أقسى اتهام من الناتو للصين، اتهم قادة الناتو الصين بالمسؤولية عن أنشطة سيبرانية “مستمرة وخبيثة”، بما يشمل المعلومات المضللة.
وردت الصين بنفي تقديمها مساعدات عسكرية مباشرة لروسيا، ووصفت ما جاء في البيان بأنه “استفزازي مع أكاذيب وتشويهات واضحة”.
وكان لافتاً إشارة بيان بعثة بكين لدى الاتحاد الأوروبي إلى أن القمة “مليئة بعقلية الحرب الباردة والخطاب العدائي”. وهو ما كانت دول الناتو قد ألمحت إليه حين لم تكتف باتهام الصين بدور في أوكرانيا، بل تحدثت عن الترسانة النووية الصينية.
رسائل عسكرية
إلا أن التصعيد لم يتوقف عند البيانات، إذ أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أنها رصدت “66 طائرة و7 سفن تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني حول تايوان”، وهو ما نُظر إليه على أنه رسالة من بكين لواشنطن، التي تدعم تايوان، وسبق أن عايشت الجزيرة أزمة وصلت حد التلويح بعمل عسكري، أشعلتها زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي إلى الجزيرة، دون “استئذان” بكين (في أغسطس 2022) رغم التلويح الصيني بأنها ستمنع تلك الزيارة “بالوسائل جميعها”، إلا أن واشطن أصرت على الزيارة، ورافق الطيران الحربي الأمريكي طائرة بيلوسي حتى حطت في تايوان.
وقبل أيام أبحرت مدمرة يابانية لتدخل المياه الصينية، إلى الشمال من تايوان، ودون إخطار بكين، تزامنًا مع إعلان بكين أنها ستجري تدريبات بحرية.
وكانت القوات الصينية أجرت تدريبات عسكرية مشتركة (مناورات “هجوم الصقر”) في بيلاروسيا حليفة روسيا، والدولة التي انضمت حديثاً إلى “منظمة شنغهاي للتعاون”، ورغم أن التدريبات لم تكن الأولى في تاريخ البلدين، إلا أنها كانت الأولى منذ الحرب الروسية الأوكرانية.