إمتداداً لنضالات وتضحيات شعب الجنوب المكافح والمنافح أبداً وعلى مر التاريخ عن قيم الحرية والسيادة والاستقلال وحق العيش الكريم ولنضالاته وتضحياته انطلقت ثورة ١٤ أكتوبر المسلحة عام ٦٣م من جبال ردفان وسقط أول شهيد من قيادات الجبهة القومية {تشكيل القبائل أحد الفصائل التي تشكلت منها الجبهة القومية} الشهيد غالب بن راجح لبوزة وعلى مدى ٤ سنوات من مسيرة الكفاح المسلَّح وفي مثل هذا اليوم ٢٠ يونيو ٦٧م أَسقط القطاع الفدائي التابع للجبهة القومية ومعه وإلى جانبه ومِن حوله كل أحرار عدن الأبطال مدينة كريتر وسيطر عليها لمدة عشرون يوماً رغم قوة وجبروت بريطانيا العظمى عِدَّة وعتاد وفي هذه الملحمة الوطنية الفارقة بين عهدين سقط أحد قادة الجبهة القومية القائد الفدائي عبدالنبي مدرم شهيداً وقبله كان قد سقط في مدينة الشيخ عثمان في مواجهة مباشرة مع قوات الإحتلال أحد قيادات الجبهة القومية علي غالب مهيوب «عبود» كأول شهيد فدائي بعد أن كانت قيادة الجبهة القومية قد أقرَّت إيصال الكفاح المسلح “تجربة العمل الفدائي” إلى قلب المستعمرة عدن، لا زال صوت الفنان الكبير المرحوم فيصل علوي يصدح بأغنيته الحماسية الرائعة (( سقط عبود هنا واشتد مدرم من ثَم، علي عنتر واسمعهم جوابه)) حيث سقطت إمارة الضالع بيد جيش التحرير التابع للجبهة القومية بقيادته في أغسطس من نفس العام ٦٧م فيما سقطت سلطنة الحواشب بيد ثوار الجبهة القومية بقيادة الأستاذ محمد أحمد نجيب في أغسطس أيضاً وتباعاً تساقطت بقية السلطنات والإمارات والمشيخات بيد جيش التحرير وصولاً إلى إسقاط المستعمرة عدن بيد ثوار الجبهة القومية والقطاع الفدائي وانحياز الجيش والأمن الإتحادي إلى جانب الجبهة القومية بفعل تأثير معظم قياداته وهم قيادات تنظيم الضباط الأحرار في الجيش والأمن “أحد الفصائل الذي تشكلت منها الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل ومنهم محمد حيدرة مسدوس أطال الله في عمره. واستلم وفد الجبهة القومية برئاسة قحطان الشعبي وثيقة الإستقلال في مفاوضات جنيف بين وفد الجبهة القومية ووفد بريطانيا برئاسة اللورد شاكلتون وفي يوم ٣٠ نوفمبر ٦٧م تم إعلان الإستقلال الوطني للجنوب وتوحيد أكثر من ٢٤ سلطنة وإمارة ومشيخة والمستعمرة عدن والجزر في كيان وطني واحد موحَّد من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً ((جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية)) وبناء دولة جنوبية وطنية مهابة ذات سيادة واستقلال.
لسنا هنا بصدد الخوض في بحر تفاصيل وأحداث وقائع هذه المحطات من تاريخ الجنوب ونضالات وتضحيات أبناءه وقد أوردناها فقط وبإيجاز شديد لتبيان أهمية ٢٠ يونيو ٦٧م الحدث والدلالات في سياق ذلك وبمناسبة ذكراه العطرة السابعة والخمسون.
لقد تصدر الميثاق الوطني للجبهة القومية قوله تعالى: (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا))….