إذا كانت عقائدية الاشتراكي سلّمت الجنوب لعصبوية صنعاء فإن عقائدية الاخوان ارادت ان تاكل الجميع فاكلتها عقائدية الحوثي وادخلث البلاد في نفق حرب ضروس ، واذا كانت تجربة الاشتراكي سيئة ، لحزب عقائدي شمولي – بغض النظر عن نوع العقائدية فيه – فالشمولية واحدة سواء كانت عقائديتها اشتراكية او اسلاموية ، واليوم الاغلب الاعم في الجنوب متفق على عدم إنتاج تجربة الاحزاب العقائدية لذا فالانتقالي كيان محدد بمرحلة معينة وليس حزبا عقائديا لا اشتراكيا ولا اخوانيا ولا علمانيا ، وتحميل مشروع الاستقلال اخطاء وايديولوجيا تجربة الاشتراكي “بهتان” حركي
طالعت مقالين لصديق احترمه واقدّره اعاد تسويق مشروع الوحدة المنتهية الصلاحية – بما يعيد انتاج توجهه الحركي الذي حاول طمسه بحيادية التحليل !! ، ولم يفلح – تطرّق للاخطاء التي ارتكبت في الجنوب قبل قيام الوحدة محاولا التاثير على جيل الشباب بالتنفير من مشروع استقلال الجنوب ، وبمحاسن الوحدة التي اعترف انهم تراجعوا عنها.. لماذ!!!؟ تراجعهم ليس مسؤولية “عفاش” بل مسؤولية منظومة سياسية وعسكرية وحزبية يمنية ، وطرفياتها الجنوبية كان دورها : “كمبارس” او “ما قاله الامام عليه التمام” حتى كرهها جيل 1990م!!!
لن ادافع عن الاخطاء التي حصلت في الجنوب قبل الوحدة مع انها حصلت نظائر لها اشد قسوة في بلدان اخرى فتجاوزتها نخبها وشعوبها وانطلقت لبناء مستقبلها ، لكن الخطأ الكارثي الذي ارتكبه حكام الجنوب عقب الاستقلال هو يمننة الجنوب العربي متاثرين بمرحلة المد القومي وشعاراته وتم ارساء تجربة بنيت على هذا الأساس انتهى بها المطاف الى تسليمه ارضا وانسانا لمركز نفوذ الدولة اليمنية العصبوي الطائفي التي شنت حربها على الجنوب في 94 ليس ضد الاشتراكي بل ضد الجنوب باحتلال مكتمل الاركان فاعترفوا “انهم اداروه بالاستعمار” فدفع أبناء الجنوب الثمن بما فيهم جيل التسعينات الذي كان ممكناً تأمين مستقبله في دولة جنوبية تلبي طموحاته كسائر شعوب المنطقة بدلا من العيش في ظل اوضاع مأساوية فرضتها وحدة 22 مايو افرزت ايضا الاجتياح الطائفي للجنوب في 2015م
للجنوبي ان يقول مايشاء في استقلال الجنوب او الانفصال كما يسميه بعضهم ، لكن يجب ان يحدد اتجاهه ، فعندما ينتقد ناقد تجربة الاشتراكي وهو اخواني وكلاهما حزبان امميان ، فاننا امام ظاهرة انفصام فكري يقيس الظواهر بانتقائية تتناسب ومشروعه فالكل يعلم ان نظام البيعة لايؤمن باتحادية ولا فيدرالية ولا ديمقراطية الا لافتات لارسائها هو الوجه الاخر للحوثي عقائديا والوجه الاخر للاشتراكي شموليا وتجربتهم في المرحلة الاولى من الانتخابات المصرية حصلوا على 25% وائتلفوا في المرحلة الثانية مع ثلاثة تيارات وحصل الائتلاف على اقل من 52% و”لهفوها” بانها استحقاق اخواني وحرموا حلفاءهم وبقية الرواية معروفة!!
ماضي الاشتراكي انهار بانهيار روسيا ، واخواننا يخشون عودته ولايخشون ماضي الزيدية التي تتكي على تجربة حكم وهيمنة وايديولوجيا لاكثر من الف عام تطعّمت باثني عشرية صفوية ، ويرون مجازر الاشتراكي وانه من المحال خلق تجربة جنوبية لتلك الاسباب ولا يرون اكثر من ثلاثمائة الف قتيل في حرب الحوثي ، وعشرات الالاف في مجازر المناطق الوسطى في الشمال كانت الجبهة الاسلامية شريكا فيها كانوا يرمون ببعض اعدائهم من شواهق الجبال ، ولايرون ماحصدته حرب الملكية الجمهورية ..الخ
يستذكرون الجبهة الشعبية واوجادين ودعم نظام الخميني ضد العراق …الخ التي لايختلف اثنان انها كانت جزء من تحالف عالمي خطاء ، في الاماكن الخطاء للتجربة ، قابلتها تحالفات ازالت العراق من الخارطة العربية وسلمته لايران!! وتحالفات دمرت سوريا وليبيا ودعم مالي سخي ل”سد النهضة” الذي يهدد شريان الحياة في مصر وخذلان غزة ووو و..الخ