•إن الوحدة الإندماجية التي تم سلقها والإعلان عنها يوم ٢٢ مايو ١٩٩٠م قد كانت فاقدة لشروطها ومشروعيتها الشعبية والقانونية والدستورية ومخالفة للعهود والمواثيق الدولية ذات الصلة وهو ما يفهمه فقهاء القانون ومع كل ذلك لم تتحقق على الواقع لاسيما وقد كانت مشروطة بفترة انتقالية مدتها عامان ونصف يتم خلالها إنجاز مهام توحيد مؤسسات الدولتين في مؤسسات دولة الوحدة حيث ماطل الطرف الشمالي وعمل على تعطيلها وحال دون إنجازها طالما كانت الوحدة بالنسبة إليه مجرد مكر وخديعة واستدراج وضم وإلحاق وعودة الفرع للأصل! ولذا ولدت الوحدة ميتة، لقد أعلن علي عبدالله صالح الحرب على الجنوب من ميدان السبعين بصنعاء يوم ٢٧ إبريل ١٩٩٤م حيث تم غزو واجتياح الجنوب من قبل تحالف ثالوث قوى الحرب: العسكرية/القبلية/الدينية تحت غطاء فتوى دينية متطرفة أباحت أعراض ودماء وأموال شعب الجنوب واعتبرت الجنوب دار كفر ويوم ١٩٩٤/٧/٧م حطّت الحرب أوزارها في عاصمة دولة الجنوب عدن الأبيَّة وتم ذبح وحدة الشراكة والتراضي السلمية بين الطرفين من الوريد إلى الوريد واستبدالها بوحدة القوة والغزو والإحتلال «الوحدة أو الموت» وحيث عبثت قوى الحرب الظالمة بالجنوب الأرض والثروة والمقدرات وكل مقومات دولته ومؤسساتها وبناها التحتية وعاثت في الأرض نهباً وفيدا وعم الفساد البر والبحر! وطردت أبناء الجنوب وقياداته وكوادره العسكرية والأمنية والإدارية والمدنية من وظائفهم وقاعدتهم قسرياً وبحقوق أقل من منتقصة! وأحالتهم على رصيف البطالة المقنَّعة وصادرت الوظيفة العامة واستبدلت بالسيء كل ما هو جميل! وشرَّدت قيادات الجنوب السياسية أيضاً إلى المنافي وبلدان الشتات.
•إن فك الإرتباط الذي أعلَنَته القيادة السياسية الجنوبية يوم ٢١ مايو ٩٤م هو: خارطة طريق لاستعادة دولة الجنوب بحدود ٢٢ مايو ١٩٩٠م وليس انفصالاً كما حاولوا ويحاولون وصفه وإلصاق تهمة الإنفصال بقيادة الجنوب قديمها وحديثها إذ أن الإنفصال يعني أن ينفصل الفرع عن أصله ومتى كان الشمال أصلاً والجنوب فرعاً له! ولو كان الحال كذلك لما تمت الوحدة ومتى كان للواحد أن يتوحد مع نفسه!! فالوحدة تكون بين اثنين وهو ما تم في مايو ١٩٩٠م وبالتالي فإن فك الإرتباط هو الوصف القانوني لاستعادة الدولة الجنوبية.
•إن وحدة الشراكة السلمية الطوعية بين الدولتين قد انتهت بالحرب والغزو والإحتلال وتم استبدالها بـ«الوحدة أو الموت!» بما هي حرب عام ٢٠١٥م قد أرادت تكريس واقع الحرب والإحتلال حيث تصدوا لها أبناء شعب الجنوب ومقاومتة المسلحة بقيادة المقاوم/المناضل عيدروس قاسم الزبيدي بداءً بتحرير محافظة الضالع يوم ٢٥ مايو ٢٠١٥ وطردوا فلول قواتها ومعها بقايا فلول قوات حرب عام ٩٤م من أرض الجنوب الطاهرة عامة وإلى غير رجعة على إن تلك الحرب قد دفنت جثمان وحدة عام ٩٠م في مقبرة التاريخ وأهالت عليه التراب! ترى والحال كما تقدم استعراضه عن أي وحدة!! عن أي انفصال؟! لا زالوا يتحدثون! لقد حان وقت تصحيح المفاهيم لعلهم يفقهون؛.
•إن سفينة النصر والإنتصار مبحرة بقيادة ربانها الماهر رئيس المجلس الإنتقالي/ القائد العام عيدروس الزبيدي رغم كل العواصف والأنواء ورياح التآمر، مبحرة صوب ميناء استعادة الدولة الجنوبية على كامل التراب الوطني الجنوبي وعلى قاعدة فك الإرتباط «الآمن والسلس والمدروس» النصر أبداً حليف الشعوب المقهورة المتطلعة إلى غدٍ أفضل وحياة كريمة في وطنها ورحاب دولتها الوطنية ولا ريب في ذلك…..