الشماليين الذين يسيطوا على مقاليد سلطة الشرعية هم خارج الحسابات السياسية بالنسبة للحوثيين ويعتبرونهم من بقايا ومخلفات نظام ولاء دون رجعه ….الحوثي تحول في نظر الاقليم والمجتمع الدولي من (انقلابي) على السلطة في بداية الحرب عام 2015 الى (سلطة الأمر الواقع) المسيطر على كل مناطق الشمال اليوم بل ويتفاوض معه الاقليم والمجتمع الدولي عبر مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن والمبعوث الأمريكي …بمعنى اذا تم التوصل الى تفاهمات مع الحوثيين عبر مبادرة السلام السعودية او عبر خطة السلام الدولية يكون أمر الملف في الشمال قد حسم وتمت التوافقات الاقليمية والدولية بشأنه …سيبقى الملف الجنوبي قائما ولايمكن باى حال من الاحوال تجاوزه او القفز عليه اذا استمر الثبات على الموقف والتعاطي السياسي والدبلوماسي القادر على لعب دورا تفاوضينا موضوعيا و حكيما للوصول الى تطلعات الجنوبيين من ناحية وتطمئن المجتمعين الاقليم والدولي بصواب النهج وشراكة المصالح والحفاظ عليها وشريكا فاعلا في امن واستقرار المنطقة واقامة علاقات التعاون مع الجيران وبخاصة الشمال سوا كان ذلك عبر التعاون والاستقرار في اطار دولتين متجاورتين او في دولة كنفدرالية او فدرالية الاقليمين شمال وجنوب …وكل الخيارات مفتوحة وفقا لطبيعة الوضع وتوجهات المصالح الدولية …ومن هنا اردنا التاكيد على ان التمسك بالتمثيل الجنوبي بارادة و بأداة سياسية موحدة اضحت لاعبا معروفا اليوم اقليميا وعربيا ودوليا ( المجلس الانتقالي الجنوبي ) المسترشد بالميثاق الوطني الجنوبي و التوجهات والمبادئ الوطنية الجنوبية الذي اجمعت عليه الكثير من القوى السياسية الجنوبية .. والحقيقة أن التطورات متسارعة مما تستدعي عملا متجددا وديناميكيا بعيدا عن المعتاد ويؤام بين المتطلبات وخيارات الواقع…نحتاج كجنوبيين للتفكير بصوت عال…..خارج الصندوق…..نجيد فن التحالفات الداخلية والخارجية ووفقا للمصلحة والهدف وبما تقتضيها الضروريات ونقترب من المأمول ذو التاثير والفعال . فالقوة مطلوبة وعامل مهم ولكنها تحتاج الى عقل سياسي واعي لتغذو اكثر فعالية وحضورا واستغلالا واغتناما للفرص وتحقيق الارادات الوطنية الراهنة والمستقبلية