في نهاية عام 1993، قاد صالح السيلي، محافظ عدن، حملة جريئة وناجحة لكشف وفضح الفساد ومحاسبة العملاء والمرتزقة التابعين للساسة الشماليين. شهدت الحملة تعقب والقاء القبض على المتجولين الجواسيس، الذين انتحلوا شخصيات المجانيين في شوارع العاصمة عدن، في محاولة يائسة لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة. على الرغم من أن السيلي ألقى القبض على هؤلاء الجواسيس وأودى بهم إلى مصحة السلام، في اليوم التالي، هبت أهالي المتجولين من المحافظات الحنوبية وللشمالية، مستعدين لاستلامهم، ولكن واجهوا مفاجأة غير متوقعة: استقبلهم بالضحك والسخرية، وذلك ليرسل رسالة قوية بأن أفعالهم المشبوهة قد كشفت وحان الوقت لمحاسبتهم. تجاوزت هذه الحملة مجرد تطهير شوارع العاصمة عدن من المتجولين، فقد كانت رسالة بأن العدالة ستسود وستطال كل من يتسبب في الفساد والخيانة، بغض النظر عن موقعه الاجتماعي أو السياسي. نستذكر ونشيد بشجاعة وتصميم الفقيد صالح السيلي، الذي قفز لمواجهة الفساد والظلم، وألهب شعلة العدالة في قلوبنا، متمنين لو كان هناك المزيد من المناضلين الذين يسعون لتحقيق العدالة والنهوض بمجتمعاتهم الجنوبي. ترك هذا الإجراء الجريء رسالة قوية بأن العاصمة عدن لن تكون مكانًا آمنًا للتجسس والتآمر، وأن الحكومة على استعداد للتصدي لأي تهديد يعترض سلامة المواطنين واستقرار البلاد. كانت هذه الحملة ليست مجرد محاولة لتطهير شوارع العاصمة عدن من المتجولين، بل كانت رسالة قوية لكل من يتآمر ضد أمن واستقرار الجنوب، بأن العدالة ستأخذ مجراها، وستطال كل من يتورط في الفساد والخيانة. نتمنى لو كان هناك المزيد في هذا الفترة في جنوبنا الحر من المناضلين مثل الفقيد صالح السيلي، الذين يقفون في وجه الفساد والظلم، ويسعون لتحقيق العدالة واستعادة دولتنا الحنوبية وعاصمتها عدن.