إن ما يجري في المشهد العام من توترات وتحالفات وتدخلات وتفاهمات ومبايعات واتفاقات واتفاقيات من تحت الطاولة ومن فوقها وسقوف لقواعد اشتباك متفق عليها سلفاً وتوزيع وتمثيل أدوار وحروب إقليمية ومحلية وأهلية بالوكالة! وسباق على التواجد في البحار والممرات والمضايق والخلجان وتوظيف سياسي ومذهبي للدين والمذهب وتديين لهما والتدثر بهما لتحقيق أغراض دنيوية إن كل ذلك يأتي في سياق سياسة المصالح وتحقيق المطامع والغلبة لمن يمتلك القوة الإقتصادية والعسكرية منفرداً أو بتحالف/بتنسيق مع الآخر وفق قراءة هكذا من وجهة نظرنا يمكن الأحاطة بالمشهد والواضح لا يحتاج إلى توضيح. لقد ضل الجنوب بأهمية موقعه وإطلالته على أهم ممرات الملاحة الدولية وبمساحته وبما تحتوي عليه أرضه يابسته ومياهه في باطنها وظاهرها من ثروات ضل ولا زال وسيضل محل أطماع قوى دولية وإقليمية ومحلية ومحل تآمراتها ومحاولات تدخلاتها لتحقيق مصالحها ومطامعها بما فيه تارة تحت غطاء وحدة دمروها بحربين عسكريتين إحتلاليتين عامي ١٩٩٤م،٢٠١٥م وتارة تحت غطاء تهمة الإنفصال بما هو الإنفصال قد تم في الواقع ولم يبقى سوى فك الإرتباط وحل الدولتين ولا غير ذلك. إن ما يواجهه شعب الجنوب اليوم من مؤامرات وحروب بعناوين مختلفة: سياسية – أمنية – إعلامية – إقتصادية – معيشية – خدمية – سياسة إفقار وتجويع فضلاً عن تفقيس مكونات وبمسميات ما أنزل الله بها من سلطان! متزامناً مع ما يتردد عن خارطة طريق وعملية سلام وتسوية سياسية -كما يبدو- لا أُفُق لها على صعيد حل القضية الجنوبية بما هي قضية وطن أرض وشعب ودولة وهوية وتاريخ وحق شعب الجنوب في استعادة دولته، ناهيكم عما يجري في الواقع من تأزيم للوضع العام واستهداف لممرات الملاحة الدولية والسفن التجارية وما يمثله ذلك من عدوان صارخ على السيادة الوطنية الجنوبية متزامناً مع حرب عسكرية وعلى كافة الجبهات في خطوط التماس على الحدود الدولية الفاصلة بين الجنوب والشمال ومحاولات اختراقها وهيهات. إن كل ذلك يستهدف في محصلته الأخيرة عدالة ومشروعية قضية شعب الجنوب وحقه في استعادة دولته كاملة الحرية والسيادة والاستقلال وتحقيق كامل تطلعاته في الحياة الحرة والعيش الكريم في ربوع وطنه ورحاب دولته آمناً مستقراً، لقد دارت عجلة الحرية والإنتصار معمَّدة بدماء وتضحيات ومعاناة شعب الجنوب وعبثاً حاولوا الأعداء ويحاولون…..