الجمعة , 22 نوفمبر 2024
4مايو/خاص-استطلاع: مريم بارحمة
تحل علينا الذكرى التاسعة لتحرير العاصمة عدن عام 2015م من براثن المشروع الإيراني، فذكرى 27 رمضان 1436هـ يوم انتصار العاصمة عدن لحظة تاريخية ومفصلية في تاريخ الجنوب تؤكد قوة وتحدي الإرادة الشعبية الجنوبية لكل المؤامرات.
إن ذكرى الانتصار العظيم التي سطرت فيه قواتنا المسلحة الجنوبية أروع ملاحم البطولة والتضحية ورفض الاحتلال والظلم والاستبداد، وافشلت المشروع الإيراني التوسعي ومخططاته وأطماعه التدميرية وميليشياته الإرهابية في وطننا والمنطقة، وتبرهن أن الجنوب يمتلك قوة عسكرية جنوبية تغرس الأمن والاستقرار، وتسهم في اكمال المشروع التحريري المتمثل في استعادة دولة الجنوب الفيدرالية كاملة السيادة بحدودها قبل عام 1990م.
وبهذه المناسبة الخالدة قال الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي:” إن أبطال عدن جسدوا في معركة التحرير، أسمى معاني التضحية، والإباء، مسطّرين بدمائهم الزكية أعظم الملاحم في صفحات التاريخ الوطني التحرري الزاخر بالبطولات العظيمة في رفض الظلم والاستبداد والاحتلال”.
وأكد الرئيس القائد في كلمته على أن تحرير العاصمة عدن من مليشيا الإرهاب الحوثية، لم يكن انتصارًا للعاصمة عدن والجنوب فحسب، وإنما كان انتصار للمشروع العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.
فكيف تقرأ النخب الجنوبية ملحمة تحرير العاصمة عدن بعد تسع سنوات من الانتصار وصمود قواتنا المسلحة الجنوبية بالجبهات ؟ وما أسباب انتصارات القوات المسلحة الجنوبية وصمودها واستمرار هذه الانتصارات رغم قلة الامكانيات؟ وما دلالات الاصرار الجنوبي برفض ومواجهة الانقلاب اليمني الحوثي والإرهاب؟
إن ملحمة تحرير العاصمة عدن تجسدت فيها اللحمة الجنوبية بأروع صورها وصمود قواتنا المسلحة الجنوبية وتوحيد صفوفها في أجمل ملحمة أسطورية.. فكيف يمكن استمرار هذه الحالة الجنوبية؟ كذلك قواتنا المسلحة الجنوبية مازالت صامدة صمود الحبال بالجبهات تواجه الانقلاب اليمني الحوثي وقوى الإرهاب ومن يحلمون بأن يجعلون الجنوب وطنًا بديلًا .. ما واجنبا تجاه قواتنا المسلحة الجنوبية؟
للإجابة على هذه التساؤلات التقينا بنخب جنوبية سياسية وعسكرية وإعلامية واجتماعية وخرجنا بهذه الحصيلة من الأراء:
-تضحيات اسطورية
يقول الأكاديمي د. حسين مثنى العاقل، عضو هيئة التدريس بجامعة لحج، وعضو الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي:” لقد كانت ملحمة تحرير العاصمة عدن من جحافل الغزو الحوثي عبارة عن بسالة وتضحيات اسطورية قدم فيها شعبنا الجنوبي أروع البطولات من الصمود، الذي لولا الدعم اللوجستي لدول التحالف العربي لما خرج شباب عدن لتحرير عدن بكل شجاعة واقتدار”.
-الإرادة الصلبة تقهر المستحيل
وعن أسباب انتصارات القوات المسلحة الجنوبية وصمودها واستمرار هذه الانتصارات رغم قلة الإمكانيات تتحدث المناضلة الأستاذة ضياء الهاشمي، نائب رئيس الدائرة السياسية في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، قائلة:” أولا يطيب لي ان أهنى شعب الجنوب قاطبة في الداخل والخارج بالذكرى ال9 لتحرير العاصمة عدن في ال27 من رمضان فبعد قرابة أربعة اشهر من المقاومة واستشهاد أكثر من 1450 شهيد، وجرح اكثر من 3544 في مواجهات دامية للقوات الحوثيعفاشية النظامية والتي كانت مكدسة في المعسكرات من حرس جمهوري وأمن مركزي وأمن قومي وسياسي وغيرها من المسميات والتي لطالما كانت تستهدف كل من ينادي ويطالب باستعادة الدولة الجنوبية أو رفع الصوت وكشف المستور من فساد منظومة قوى صنعاء في الجنوب فقبل ان نذكر الأسباب للانتصارات لابد ان نتطرق للمأساة والشعور بالغبن والموت للحاضر والمستقبل في نفوس وعيون كل جنوبي اكتوى بنار وحدة اندماجية كان هدفها الخفي الذي اخفته قوى صنعاء الطامعة في ابتلاع الجنوب أرضًا وثروةً، وتهميشًا وإقصاءً للكوادر الجنوبية عسكرية كانت أو مدنية، فما ان انفجرت احداث 2015م حتى استشعر كل أبناء الجنوب ان الوقت قد حان ليذوق عفاش واذنابه نفس الكأس الذي اذاقه الجنوبيين طيلة ثلاثة عقود وحربه الأولى على الجنوب في 1994م، فكان من أسباب النصر المؤزر للقوات الجنوبية وصمودها انها قبل ان تكون قوات كانت مقاومة آمنت ومازالت تؤمن أن الجنوب لم ولن يرتضي ان تحكمه اذناب طهران وهنا مربط الفرس، فتلاحم الاخوة الجنوبيين مقاومة جنوبية وحراك جنوبي وسلفيين شيبة وشباب والاصطفاف في خندق واحد للدفاع عن العقيدة والأرض اللذان لأجلهما استماتت رجال الجنوب لحمايتهما ومازالت على ذلك إلى يومنا هذا، ولا ننسى دور دول التحالف العربي وعلى راسهما المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة اللتان هبتا لنجدة شعب الجنوب بالدعم العسكري واللوجستي من امداد ونقل وإدارة وتخطيط فعززت الجبهات بكل ما تحتاجه حتى بالعنصر البشري في الانزال البري للمقاتلين من دولة الامارات الذين استشهدوا بجانب إخوانهم من أبناء الجنوب، وهنا اختلط الدم الاماراتي بالدم الجنوبي دفاعًا عن عدن”، مضيفة:” صدق التوكل والايمان بالله( العقيدة الدينية)، والشعور بأن الموت أهون من أن يتسيد على الجنوب وشعبه ذراع إيران في المنطقة (العقيدة الوطنية)، هو التلاحم التي عزز كل الجبهات فهب الجميع من كل حدب وصوب لنصرة عدن بعيدًا عن أي شيء اخر.
كذلك الدور المحوري الذي قامت به كلتا دولتا التحالف العربي المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة. والإصرار والعزيمة في دحر كل غازي ومعتدي رغم بساطة الإمكانيات والتي ابهرت كل من رافق الجبهات من إعلاميين ومراقبين ..فالإرادة الصلبة تقهر المستحيل”.
-شعب تواق للحرية
ويضيف الإعلامي الأستاذ عزالدين الشعيبي، عضو المجلس الاستشاري في المجلس الانتقالي:” كانت ولا زالت الإرادة الجنوبية التي جبلت لرفض الاحتلال والاستبداد والظلم بكل أشكاله عبر التاريخ المنهل الذي يستمد منه شعبنا الجنوبي قوته وصموده في تحقيق الانتصارات والمنجزات الوطنية لوطننا الجنوب. شعبنا الجنوبي بقواته المسلحة ومقاومته البطلة وقيادته الوطنية المتمثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي حققت رغم الإمكانيات المحدودة الانتصارات على كل الأصعدة ميدانيًا وسياسيًا .. هذه الانتصارات لا زالت تضرب أرقامًا كبيرة حتى اللحظة، فالشعب في الجنوب شعب تواق للحرية منتصرًا لها متى ما استشعر أن هناك من يريد المساس بكرامته”.
-احتلال وضم الجنوب
بدوره العميد صالح علي بلال، عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، ومدير ميناء قناء بشبوة، يتحدث عن دلالات الإصرار الجنوبي برفض ومواجهة الانقلاب اليمني الحوثي والإرهاب قائلاً: “شعب الجنوب وصل الى قناعة تامة بان الوضع مع العربية اليمنية يتمثل في منظومة موحدة الأهداف وان تغيرت مسمياتها وكلها تصب في هدف موحد هو احتلال وضم الجنوب والسيطرة على موارده وثرواته وقد شنت القوى اليمنية موحدة حربين ضد الجنوب استخدمت فيها كل امكانيات الدولة العسكرية والاقتصادية وحشدة التنظيمات والمؤسسات وجيشت المليشيات وارتكبت جرائم لا تعد ولا تحصى وقد حاول الجنوبين الحصول على شريك من هذه المنظومة يستطيع ان يوقف الحرب واراقة الدماء وفك الارتباط سليماً، لكن الواقع ان هذه المنظومة لا تغير إلا المسميات والشخوص وتبقى الأهداف ثابتة وموحدة”.
-شعب عربي سني أصيل
وتوضح الأستاذة الهاشمي دلالات الإصرار الجنوبي برفض ومواجهة الانقلاب اليمني الحوثي والإرهاب، قائلة:” الدلالات للإصرار الجنوبي واضحة بان شعب الجنوب لم ولن يكن يوما خنجراً مغروساً في خاصرة الامة فالحوثي يتكلم بلسان المعممين الذين ما هم إلا امتداد لهم فهم الأبناء من قادة جيش الفرس الذين تزوجتهم أمهاتهم؛ ولذلك سموا بالأبناء بعد ان قتل الساسانيون سيف بن ذي يزن الذي جاء بهم لنجدته فانقلبوا وقتلوه، والمعروف ان المعممين وعقيدتهم والتي الإسلام منها براء عمدوا على غزو واحتلال الدول العربية بنشر عقيدتهم في ظل الحرية الدينية والعقائدية، ومن ثم تحولوا إلى قوة عسكرية تنبذ الوسطية والحرية العقائدية بل انها عمدت على إبادة وتهجير أهل السنة والجماعة في كثير من الدول العربية واخرها ما حدث ويحدث في اليمن الشقيق، فكيف لا يكون هناك إصرار جنوبي في مواجهة هذه الجماعة التي تدين بالولاء للدولة الخمينية ولو على حساب أبناء الشعب فهم أقرب إليهم من غيرهم بلسان قيادتهم عند مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، شعب الجنوب شعب عربي اصيل سني العقيدة يعيش في وطن لا يتسيد فيه احد فالكل سواسية يحتكمون للقانون بعيدًا عن المسميات الخرافية والمقامات الاستبدادية، ناهيك عن الإرهاب الذي لم يعرفه الجنوب الا من بعد العام 1990م، الإرهاب الذي يستهدف قادتنا وقواتنا الجنوبية فقط وكأن الإرهاب لا يعرف طريق مليشيات الحوثي وهي تتموضع بالقرب من معسكراته، فأي إرهاب هذا الذي يستبيح دماء أهل السنة والجماعة ويستثني من فجر المساجد وسحل الائمة ورقص فيها ومنع صلاة التراويح، إنه إرهاب صنعاء الذي ولله الحمد اليوم يضرب في عقر داره في عمليات نوعية لقوات مكافحة الإرهاب، فمهما كان الثمن لم ولن يرضي المخلصين بأن يطئ أرض الجنوب أي غازي أو معتدي فرجال الجنوب لقنوا ومازالوا يلقنون هؤلاء أقسى الدروس وهم لهم بالمرصاد”.
-الاصطفاف والتلاحم
وعن كيفية استمرار الحالة الجنوبية التي تجسد اللحمة الجنوبية بأروع صورها يقول الإعلامي الشعيبي:” لا شك أن الاصطفاف والتلاحم الوطني الجنوبي الجنوبي، واستشعار حجم العدو الذي لا يتوانى للحظة من محاولاته اجتياح الجنوب وإذلالة وقلب التركيبة الدينية والمجتمعية والثقافية في الجنوب كلها عوامل أكيد ضامنه لاستمرار التلاحم والتعاضد الوطني الجنوبي الذي بدوره ينعكس على الانتصارات على الأعداء والتغلب عليهم وهذا طبعا ما نلامسه ونعايشه اليوم قوة شعبنا الجنوبي بقواته المسلحة التي للساعة لا زالت تسجل الانتصارات على الأرض”.
-كل جنوبي مستهدف
وعن واجبنا تجاه قواتنا المسلحة الجنوبية يقول العميد بلال:” الجنوب لم يستسلم وهو مجرد من جيشه وأمنه ومؤسساته منذ الحرب الأولى في صيف 1994م وكيف سيخضع وقد استطاع ان يهزم مشروع المنظومة اليمنية وحلفها من المليشيات ومنظماتهم وأدواتهم وطهر الجنوب من احتلالهم في السنة الأولى للحرب .
ان الجنوب قد اثبت للعالم بأنه خلق مقاومة جنوبية قادها رجال وشباب أعلنوا الثورة السلمية في يوليو 2007م، وكانوا حرصين ان ينال الجنوب استقلاله سلمياً، ولكن تلك المنظومة الناهبة والغازية ألتفت على الخيار السلمي وقامت بثورة فبراير على نفسها وانتجت قيادة من نفس المنظومة إلا انها لم تقبل في اطارها التمثيل الجنوبي العامل في اطارها واعتقلت الرئيس ورئيس الحكومة؛ لكونهم جنوبيين وقادة حرب أخرى في العام 2015م وأصبح كل جنوبي مستهدف.
الجيش الجنوبي سوف يدافع عن الجنوب ولن تنال هذه العصابة من أرض الجنوب متر واحد حتى تحقيق الهدف العام لكل شعب الجنوب المتمثل في بناء الدولة الفدرالية الجنوبية من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً”.
-السند المتين والقوة الضاربة
ويضيف الأكاديمي د. العاقل :”نحمد الله تعالى على ما استطاع مجلسنا الانتقالي ان يحققه من مكاسب في اعادة بناء وتشكيل قواتنا المسلحة الجنوبية، التي صارت اليوم القوة الضاربة التي ستحطم عليها كل مؤامرات ومحاولات قوى الهيمنة والاستبداد اليمنية والتحالف الحوثي الايراني، بالإضافة إلى اجتثاث عناصر الإرهاب وتطهير أرض الجنوب من عناصر الموت والدمار والخراب؛ لذلك يتوجب على أبناء شعبنا الجنوبي الحفاظ على مكاسبه النضالية وبالذات قواته المسلحة ودعمها بالمال والرجال، لتكون السند المتين والقوة الراسخة لمواجهة كل الاطماع الاستعمارية وإلحاق الهزائم النكراء بكل من تسول لهم نفوسهم التطاول على إرادة شعبنا الجنوبي التواق للحرية والسلام والعزة والكرامة والاستقرار في ظل دولة جنوبية مستقلة كاملة السيادة”.
نوفمبر 11, 2024
نوفمبر 8, 2024
نوفمبر 8, 2024
نوفمبر 8, 2024