لا شك أن واقع الوطن يعكس الكثير من التحديات والمشاكل التي يعاني منها. فعبارة “مش وقته” أصبحت صرخة تعبيرية تلخص معاناة الشعب وخيبة أمله في القيادة والحكومة والنظام السياسي. فقد سقط الوطن في قبضة قانون الغاب، حيث استولت ثلة فاسدة وفاشلة على المؤسسات واستثمرت الدماء والتضحيات لصالح مصالحها الشخصية ومصالح أقاربها ومن تتبعها. إن الأمل والأمانة اندثرا، فقد أصبحت الأماني والتطلعات مجرد أحلام ضائعة. فالوطن الآن يعيش تحت سيطرة الفاسدين واللوبيات، وما عسانا أن نفعل سوى أن ندعو لهؤلاء الأشخاص بالهداية والتوبة السريعة. حتى الحوار الوطني الجنوبي سقط، وانهارت الهيكلة الوطنية. وذلك بسبب التبرير المستمر والتماس الأعذار والولاء الضيق للمصالح الشخصية على حساب مصلحة الوطن بأكمله. إنها جملة أجهضت حلم الأمة بأكملها، وحوّلت العمالقة إلى أقزام، والأقزام إلى عمالقة. إننا نعيش في زمن فقد فيه كل شيء. الأمل الذي كان ينير طريقنا تلاشى، وبات من الصعب رؤية مستقبل واعد للوطن. لكن على الرغم من ذلك، يجب أن لا نفقد الأمل تماماً. فالأمل هو ما يحافظ على تماسك المجتمع ويدفعنا للسعي نحو تحقيق التغيير الإيجابي. الرسالة المؤلمة والخطيرة التي تحملها الجملة “مش وقته”. إنها صرخة تنبهنا إلى ضرورة مواجهة الفساد والفشل، وتحقيق العدالة والتقدم من أجل إعادة بناء وطن يستحق تضحيات شعبه ويحقق تطلعاته.