قُبيل استشهاد القائد المغوار سيف الدين قُطُز بلحظات…وجه وجهه ناحية قائد جنده بيبرس الذي خانه وقتله غدرا ..وهو يحتضنه ويذرف دموع الندم الكاذبة ..فخاطبه قائلا : أتستحلُّ دمي يا بيبرس ؟؟
لم يكن من اولوياته في تلك اللحظة سوى أن يعرف مِن قاتله..هل دمه حلال ؟!
هل شرع لنفسه قتله لانه يستحق القتل ؟!
هل كان مُذنبا معه لدرجة اباح لنفسه قتله ! وحين اجابه : لا ايها السلطان ..ارتقت روحه الطاهرة إلى بارئها راضيةً مطمئنة..
إن توجيه سهامك صوب شخص ما قد يكون قتلٌ خطأ ! وتنجو..
لكن عندما توجه سهامك باتجاه الآف المعلمين ..ماذا انت فاعلٌ بهم حينها..
قل لي بربك..أتستحلُّ موتهم جوعا..
أحلالٌ ذلهم..
ان كنت قد حللت لنفسك كل ذلك مقتنعا .. فقل لنا ما هي تهمتنا كمعلمين..
هل اخطانا حين اخترنا مهمنتنا المتعبة هذه ؟ ام ان وقوفنا امام الجموع يخيفكم ؟!…ام لعلّ اقلامنا انغرست في صدوركم ووصلت لقلوبكم العمياء ونقشت فيها ..كفى !
من أفتى لكم بوجوب قتلنا هكذا…اهم اسيادكم من الخارج ام عبيدكم في الداخل..
لقد استحللتم واستمرأتم قتلنا حتى علا نحيب الحق وصرنا..
نارٌ ونهرُ دم ..
واهازيج مقابر جماعية لم تنم !
لا يزيد الصمت او ينقص..
ولا يكيل بمعيار الندم..
مسيارٌ مع الموتِ في كلّ الوجوه..
كأننا لم نصحُ يوما أو ننم..
أفواهنا جوفاء..فلا أسنانُ تأكل ولا كلماتٌ تحتدم !..
نُساق إلى العراء كما تُساقُ حبوبُ اللقاح..
فلا أزهرنا ..بل..أنبتنا من جثثنا.. صنم !
لتعلموا ان استمراء الظلم يعقبه الفرج ،، وان قنوتكم الاصفر في جوف ليالينا المظلمة لا يُجاب..
يبدو ان تكدس اموالكم غير المشروعة قد حجب عنكم شمس الحقيقية ،، اعلموا ان ما فعلتموه بالمعلمين حرام ! وان من اعانكم عليه ولو بحرف آثم !
ان حتمية القصاص توجب علينا كمعلمين الاستمرار لصالح التعليم مقابل الاستمراء المنظم لظلمنا..ونرجو من الله سبحانه الا تاخذ هذه الفترة من تاريخنا المعاصر اي شي ! بل تزيدنا جلدة ومناعة ضد كل ما قد يُحاك ضد وطننا بالمستقبل..
لاولئك الذين يدعون تعملقهم بحجم الوطن زورا..اقول :
نحن الوطن !
ستنفد تقاطعات مصالحكم وستحتربون على ما نازعتمونا إياه.. فكل الشواهد التاريخية تؤكد ذلك .
وستبقى هذه الارض الطيبة بمخزونها المُشع ..نورا وتنويرا مهما تقادم عليها ليل الظالمين.. ،،،