تسع سنوات على الحرب في اليمن، تسع سنوات من انقلاب جماعة الحوثي بالتعاون مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتماهي من حزب الإصلاح شريك الحكومة بالنصف. تسع سنوات يعيش فيها قادة تلك الأحزاب ونخبها حياة مرفهة، بينما يعاني المواطن من كل أنواع الفقر والجوع وسط غياب التعليم والصحة، وحتى غياب الرؤية السياسية المستقبلية التي عجزت الأحزاب والمكونات عن تقديمها لتقديم بصيص أمل لتساؤلات المواطن حول شكل الدولة بعد الحرب.
في كل دول العالم، هناك مدة زمنية معينة للصراع والحرب، إلا في اليمن حيث تصر جميع الأطراف على استمرار الحرب إلى ما لا نهاية. على الرغم من الجهود المبذولة من قبل عدة أطراف دولية وإقليمية لتحقيق السلام، إلا أن الوضع لا يزال معقدًا ومستعصيًا. هناك العديد من العوامل المختلفة التي تعيق عمليات السلام في اليمن، والتي يمكن القول بأن معظمها داخلية وتتعلق بتأثير الأطراف وبقاء سيطرتها.
تعقيد عمليات السلام يعود أيضًا إلى فقدان الأطراف اليمنية لمصالحها ونفوذها داخل مناطق سيطرتها وغيابها عن المشهد، خاصة إذا كانت أحد الأسباب التي أدت إلى الحرب أو جزءًا منها. مليشيات الحوثي وانصار عفاش وجماعة الإخوان تعتبر السلام بشكل عام مصدر قلق لها وتعتبر الأولوية للاستمرار في الصراع. هذا القلق يعرقل عمليات السلام ويجعل الجميع يتعنتون في المفاوضات.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب التدخلات الخارجية دورًا كبيرًا في استمرارية الصراع في اليمن لأسباب جيوسياسية أو استراتيجية. ومن وجهة نظري، لن يكون ذلك ذو جدوى في حالة كانت هناك رغبة ورؤية حقيقيتان للسلام من قبل الأطراف الداخلية.
تعتمد جهود تحقيق السلام على بناء الثقة، والتي أعتبرها أهم عامل أساسي للتوجه نحو عملية السلام، خاصة في ظل تشكيك بعض الأطراف اليمنية في جهود التسوية الدولية برعاية الأمم المتحدة ودعم إقليمي متمثل في المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه جهود تحقيق السلام في اليمن، إلا أن الجهود المبذولة من قبل المنظمات الدولية والدول والإقليمية، بما في ذلك السعودية، تشير إلى أن هناك بصيصًا من الأمل لتحقيق الاستقرار والسلام، وذلك يعتمد على التزام الأطراف اليمنية المعنية بعمليات السلام.