عندما يقوم المواطن بارتكاب خطأ، يتم تنفيذ القانون عليه ويتعرض للمسائلة والعقاب وفقاً للإجراءات القانونية المعمول بها. قد يشمل ذلك استخدام القوة الضرورية لتنفيذ القانون بشكل صحيح. ومع ذلك، يجب أن يتم ضمان أن تكون هذه الإجراءات وفقاً للقانون وأن يتم تطبيقها بشكل عادل ومتساوٍ على الجميع، بغض النظر عن الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي للشخص. من المهم أيضاً أن نذكر أن هناك تفاوتاً في استجابة النظام القانوني لأفراد المجتمع. قد يشعر البعض بأن هناك تمييزاً في معاملة القادة والمسؤولين الحكوميين عند ارتكابهم أخطاء. يمكن أن يتم تبرير هذا الشعور بوجود أمثلة على تهرب القادة من المساءلة القانونية أو تأخيرها أو تأثير العوامل السياسية أو القبلية على العدالة وهذا يؤدي في النهاية إلى فقدان الثقة في النظام القانوني وتفاقم الاستيا والاحتجاجات. من الضروري أن يتم تعزيز سيادة القانون وتوفير آليات فعالة لمحاسبة القادة والمسؤولين. يجب أن يتم تطبيق القانون بشكل عادل ومتساوٍ للجميع بغض النظر عن منصبهم أو قوّتهم. ينبغي أن تتم المساءلة القانونية للقادة والمسؤولين بشفافية وبدون تدخلات سياسية أو قبيلية، ويجب أن تكون العقوبات المفروضة متناسبة مع الجريمة المرتكبة بعيداً عن التحكيم القبلي وذبح الاثوار. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك نظام قضائي قوي ومستقل يمكنه ضمان تطبيق العدالة بشكل صحيح يتطلب ذلك تعزيز قدرات المحاكم والنيابات العامة وتوفير الدعم الكافي للقضاة والمدعين العامين لضمان تنفيذ القانون بحيادية وكفاءة. في النهاية، يجب أن نعمل جميعاً على تعزيز مبادئ العدالة والمساءلة في المجتمع وتعزيز ثقة الناس في النظام القانوني يجب أن يكون القانون عصب الشمس التي تشمل الجميع، بغض النظر عن الجهة التي ينتمون إليها. يتطلب ذلك تعزيز الشفافية وتحقيق المساءلة في جميع المستويات، وتوفير آليات فعالة للمراقبة والرقابة على القادة والمسؤولين. علاوة على ذلك، يجب أن يكون هناك دور فاعل للمجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقلة في رصد وتوثيق الانتهاكات القانونية التي ترتكبها القيادات، والضغط من أجل المساءلة وتحقيق العدالة. يمكن أن تلعب المنظمات غير الحكومية وحقوق الإنسان دوراً مهماً في رصد الانتهاكات وتوعية الجمهور حول حقوقهم والمساعدة في توجيه الشكاوى والبلاغات. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك توجيه وتدريب للقوات الأمنية والقضائية بشأن حقوق الإنسان وسيادة القانون، وضمان أن يتم تنفيذ القوانين بطريقة مهنية ومتساوية للجميع. ينبغي أن يكون هناك نظام للشكاوى يتيح للمواطنين تقديم شكاوى ضد أي انتهاكات ترتكبها القيادات، وضمان التحقيق الجدي والمستقل في هذه الشكاوى. في النهاية، يتطلب تحقيق العدالة والمساءلة تعاوناً شاملاً بين السلطة والمجتمع المدني والمؤسسات القضائية ووسائل الإعلام. يجب أن نعمل جميعاً على بناء نظام قانوني قوي وعادل يحمي حقوق الجميع ويضمن المساءلة عند ارتكاب الأخطاء، بغض النظر عن هوية الشخص أو موقعه القيادي اذا اردنا بناء دولة النظام والقانون. مصر القاهرة 4/3/2024