لن تكون الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع تابعة لميليشيات إيرانية في غرب العراق وشرق سوريا فجر اليوم السبت الأخيرة.
فقد أكد الرئيس الأميركي جو بايدن ذلك، ناهيك عن وزير الدفاع لويد أوستن وغيرهما من المسؤولين الأميركيين، إذ يتوقع أن تمتد أياماً وعلى عدة مستويات.
فحتى الآن، طالت مواقع تخزين ومراكز لوجستية لفصائل عراقية موالية لإيران وفيلق القدس المنضوي ضمن الحرس الثوري.
لكن الأنظار باتت تتجه نحو السفن الإيرانية على ما يبدو، إذ يرابض بعضها في البحر الأحمر ويعطي إحداثيات للحوثيين في اليمن من أجل استهداف سفن الشحن التجارية في هذا الممر الملاحي المهم دولياً.
فقد ألمح إلى ذلك السيناتور الجمهوري توم كوتون، الذي طالب بايدن برد أقوى وأكثر إيلاماً لطهران، مذكرا بما فعله الرئيس الأسبق رونالد ريغان عام 1988، في إشارة إلى إغراق الجيش الأميركي حينها سفينة إيرانية، بعد إصابة سفينة أميركية في الخليج العربي بلغم زرعته إيران.
فهل تفعلها واشنطن؟
حتى اللحظة، لا يبدو واضحاً ما إذا كانت إدارة بايدن ستختار ملاحقة السفن الإيرانية المشتبه في مساعدتها الحوثيين بالعثور على أهداف بحرية أو غير بحرية كذلك عبر الاستخبارات الإلكترونية.
إذ كشف مسؤولون أمنيون غربيون وإقليميون سابقا أن القوات الإيرانية تقدم معلومات استخباراتية فورية للحوثيين الذين سيستعينون بها من أجل توجيه طائراتهم المسيرة والصواريخ لاستهداف السفن عبر البحر الأحمر.
كما أوضحوا أن معلومات التتبع هذه تجمعها سفينة تجسس إيرانية في البحر الأحمر، وقد جرى استخدامها بالفعل لمهاجمة السفن التجارية التي تمر عبر مضيق باب المندب، وفق ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
ومنذ تصاعد التوتر في المنطقة جراء الحرب التي تفجرت في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس يوم السابع من أكتوبر الماضي، تحركت عدة جبهات وساحات من لبنان إلى العراق وسوريا، وصولا إلى اليمن حيث جماعة الحوثي.
سفن إيرانية
فيما عمدت إيران إلى نشر 4 سفن بحرية حربية “بمهمة متعددة الأبعاد” في المياه الدولية، وفق ما أعلنت منتصف يناير الماضي.
أتى ذلك، بعدما أكد الجيش الإيراني مطلع يناير الحالي أن المدمرة الإيرانية “ألبُرز”، وهي سفينة القيادة لمجموعة الأسطول 94 التابعة لبحرية الجيش، اقتربت من جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب برفقة سفينة بوشهر اللوجستية.
فيما ترابط سفينة بهشاد، وهي القاعدة البحرية الإيرانية العائمة في مضيق باب المندب منذ فترة.
يذكر أنه منذ 19 نوفمبر الماضي (2023) أي بعد أكثر من شهر على حرب غزة، شنت جماعة الحوثي عشرات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على سفن شحن في البحر الأحمر.
فيما عمدت واشنطن إلى الإعلان يوم 18 ديسمبر المنصرم عن تأسيس تحالف عسكري بحري متعدد الجنسيات، تحت اسم “حارس الازدهار”، بهدف التصدي لأي هجمات تستهدف سلامة الملاحة البحرية الدولية