فيما تدخل الحرب في غزة شهرها الرابع، اليوم الأحد، لا تظهر أي بوادر عن قرب تطبيق هدنة لوقف النار بهدف رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الذي يعاني أزمة إنسانية غير مسبوقة، وسط مخاوف من توسع الحرب إقليميا.
وفجر الأحد، تحدث شهود عن غارات جوية إسرائيلية على خان يونس المدينة الكبيرة في جنوب قطاع غزة والمركز الجديد للاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحماس. وأفادت وكالة “وفا” الفلسطينية بسقوط عدد من القتلى والجرحى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، أنه يركز عملياته من الآن فصاعدا على وسط غزة وجنوبها بعد ثلاثة أشهر من الحرب التي أتاحت له حسب قوله “تفكيك بنية حماس العسكرية” في شمال هذا القطاع الصغير البالغ عدد سكانه زهاء 2.4 مليون نسمة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان مساء السبت: “قبل ثلاثة أشهر ارتكبت حماس مذبحة فظيعة… أمرت حكومتي (الجيش) بخوض الحرب للقضاء على حماس وإعادة أسرانا وضمان أن غزة لن تشكل مرة أخرى تهديدا لإسرائيل”، مضيفا “يجب ألا ننهي الحرب قبل أن نحقق هذه الأهداف”.
وتعهدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس بعد هجوم غير مسبوق شنته الحركة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم مدنيون وفق أرقام رسمية إسرائيلية. كذلك، اقتيد نحو 250 شخصا واحتُجزوا أسرى ولا يزال 132 منهم داخل القطاع.
وأدى القصف الإسرائيلي على القطاع مترافقا مع هجوم بري اعتبارا من 27 أكتوبر إلى مقتل 22,722 شخصا غالبيتهم نساء وأطفال، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
وأعاد فلسطينيون، السبت، دفن جثامين نبشت من قبورها في مقبرة بمدينة غزة، في المنطقة التي ينفذ فيها الجيش الإسرائيلي هجوما بريا منذ نهاية أكتوبر.
ودمر الهجوم الإسرائيلي أحياء كاملة في غزة وأدى إلى نزوح 1.9 مليون شخص يشكلون 85% من سكانه حسب الأمم المتحدة. ويعيش سكان القطاع في ظروف مزرية وسط نقص حاد في المياه والغذاء والدواء والعلاج. وخرج كثير من المستشفيات عن الخدمة جراء الدمار اللاحق بها.
وحذر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث من أن القطاع الفلسطيني بات “بكل بساطة غير صالح للسكن.. باتت غزة مكانا للموت واليأس، ويواجه (سكانها) تهديدات يومية على مرأى من العالم”.
وتجمع متظاهرون مناهضون للحكومة الإسرائيلية في ميدان هابيما بتل أبيب مساء السبت، مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة واستقالة الحكومة وسط الحرب المستمرة مع حماس في غزة