منذ الأيام الأولى للحرب الحوثية في اليمن، حرص الهلال الأحمر الإماراتي على رفع العناء عن المرأة اليمنية، إحدى أكثر الفئات المتضررة من الحرب.
وفي آخر جهوده المستمرة، أقام الهلال الأحمر الإماراتي معرضاً تسويقياً للأسر المنتجة في محافظة حضرموت، لتعريف السيدات على عملاءٍ جدد، وفتح أبواب جديدة للترويج لمنتجاتهنّ المحلية ومنافسة البضائع الأجنبية.
المعرض الذي يستمر لمدة أسبوع، وأُقيم بالشراكة مع مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بساحل حضرموت، واستهدف فئة الأرامل والمطلقات والفتيات الصم والبكم، اللائي لا يجدنّ من يعولهنّ، وسط ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة.
وشهد المعرض مشاركة 40 سيدة من الأسر المنتجة، في مجالات الحرف والأشغال اليدوية والتحف والمصوغات، وصناعة الحلويات والمأكولات الخفيفة وغيرها، وقدم فرصة للنساء المستهدفات للانطلاق نحو آفاق جديدة في سوق العمل.
سوق دائمة
وكشفت مدير إدارة مراكز الأسر المنتجة وتنمية المجتمع بمكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بساحل حضرموت، عديلة علوي السعدي، تفاصيل المعرض.
وقالت “السعدي” لـ”العين الإخبارية” إن المعرض يهدف لفتح أسواقٍ جديدة للأسر التي ينحصر نطاق عملها على المنزل، في محاولة لتسويق منتجاتها لقاعدة أوسع من العملاء.
وأضافت أن مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل يسعى مع الهلال الأحمر الإماراتي لتحويل المعرض إلى سوق دائمة للأسر المنتجة، يضم جميع فئات الأسر المنتجة من الأرامل والمطلقات وذوي الهمم.
ولفتت إلى أن المعرض نجح في دمج جميع شرائح المجتمع كفئة الصم والبكم من الفتيات المنتجات وذوي الدخل المحدود، لتوفير فرص عمل لهنّ وتحسين أوضاعهنّ المعيشية الصعبة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.
منتجات محلية منافِسة
وقالت مديرة مشغل “الأنامل الخمسة” في المكلا، سهالة جمعان بن ناصر، إن المعرض يقدِّم منتجات محلية تنافس البضائع المستوردة من الخارج.
وأضافت لـ”العين الإخبارية” أن مشغلها المشارك في المعرض يقدم منتجات لمختلف أنواع الحقائب النسائية والرجالية وحقائب الأطفال وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وجميعها محلية الصنع، وبصناعة نسائية خالصة، وتلبي رغبات جميع العملاء.
وأكدت أنها صناعة مضمونة وذات جودة عالية تضاهي البضائع الأجنبية، معتبرةً أن المعرض فرصة لتسويق هذه المنتجات وعرضها أمام الناس وتشجيع المستهلكين على اقتناء المنتجات الوطنية.
جمهور أوسع
المشاركات في المعرض أشرنّ إلى أنه نجح في توفير تشكيلة واسعة من البضائع والمنتجات التي لبّت رغبات زائريه، من خلال الأقسام والأجنحة المختلفة والمتنوعة التي احتوى عليها، وهذا ما تؤكده مصممة المجوهرات والفنانة التشكيلية علوية العيدروس.
الفنانة علوية تمتلك ورشة لتصميم مجوهرات الفضة المطلية بالذهب، كما تتضمن ورشتها قسماً للتحف والأصداف البحرية، ومرسماً لاستقبال جميع أنواع وطلبات الرسم والأشغال اليدوية الأخرى.
وأوضحت أن المعرض يتيح الفرصة لسيدات الأعمال لمعرفة رغبات الناس ونوعية العملاء، كما يُعرّف الناس بمنتجاتنا وخدماتنا، خصوصاً أن عملنا سابقاً كان عن طريق منصات التواصل الاجتماعي ذات الجمهور المحدود، لكن المعرض منحنا جمهوراً أشمل وأوسع.
وهو ما أكدته مديرة متجر “سو سويت” للحلويات، سعاد السقاف، التي لفتت إلى أن المعرض مثّل لهنّ دافعاً وانطلاقة للانتشار أكثر، ومساعدة متاجر الأسر المنتجة وسيدات الأعمال على التوسع واستهداف جمهور أكبر.
خدمات نوعية
المعرض التسويقي لم يكتفِ بعرض المنتجات لزائريه، ولكنه قدم خدمات توعوية في المجال الصحي، بحسب الممرضة بالعيادات الطبية المتنقلة التابعة للهلال الأحمر الإماراتي بحضرموت، أميرة محمد، التي قالت إن العيادات تواجدت لتقديم خدمات طبية مجانية وتثقيفاً صحياً عاماً.
هذا التنوع جعل من الزائرة نور سالم المرشدي تشيد بالأسلوب التنظيمي للمعرض، واهتمامه بإبراز دور المرأة اليمنية الاقتصادي في سوق العمل، ومساعدة الأسر من ذوي الدخل المحدود على توفير متطلبات المعيشة.
وهو ما جاء متماشياً مع توجهات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بحضرموت، الذي أكد عبر منسقه سليمان النهدي، بأن المعرض تزامن مع بداية العام الجديد 2024؛ لمنح الأسر المنتجة أملاً جديداً للتغلب على ظروفها المعيشية الصعبة والانطلاق نحو آفاق أوسع.