في الآونة الأخيرة بدأنا نقرأ كتابات حادة ونقد لاذع للواقع ، من قبل أقلام وطنية نظيفة عُرفت بالحرص والمسؤولية ، وهي الأقلام ذاتها التي حاولت جاهدةً خلال الأعوام الماضية أن تبرر لكثير من الأخطاء والهفوات التي رافقت إدارة المرحلة الفائتة ،على أمل المراجعة والتصحيح والتنقيح..
عندما تكتبُ هذه الأقلام الحريصة عن الواقع وضرورة تصحيحه بطريقة قوية ولاذعة ،فهنا ينبغي التعامل من قبل القادة مع كل ما يكتب بشكل جاد ،والشروع في تصحيح الأخطاء فوراً، من خلال وضع رؤية وبرنامج تصحيحي وطني استراتيجي..
النقد الوطني الحريص حينما يخرج من دهاليز الخفاء ،ويظهر للعلن بصوت مرتفع وبطريقة حادّة، يعتبر مؤشر خطير يجب أن تتعامل معه القيادة بشكل جاد ،والبدء الفوري بالتصحيح قبل أن يفوت الأوان ، وقبل أن تخرج الأمور على السيطرة ..
فالمجتمع إذا ثار في ظل انعدام الوعي والحالة المعيشية الصعبة،وفي ظل استمرار الحرب وتفشي الجهل وانتشار السلاح والمخدرات والحشيش وترهل منظومة القيم ،بالإضافة إلى تعدد المشاريع السياسية في الساحة والتي تتسابق لأجل استثمار أي أخطاء وتحقيق مكاسب سياسية على حساب الآخر ..في ظل هذا وغيره، سيتحول الشعب إلى طوفان عاتي لايرحم أحد ، والشعوب إذا ثارت لاتميز ولا تصغي إلا لمن يقاسمها البؤس والفقر والقهر ..وعندها لايجد أي وطني حريص ،فرصةً للحديث عن المبادئ والثوابت وإمكانية التصحيح ، وما ينبغي وما لا ينبغي.. وللقيادة الحالية التي تدير البلد عبرة وعظة بتلك الثورات الهائجة التي شهدتها بعض البلدان العربية في ربيعها الدامي ،الذي هدم كل شيء وأطاح بعدد من الأنظمة ،وبالتالي دفع ومازال يدفع الثمن الجميع بلا استثناء !!