ليست دعوة حزب او حركة مدعومة او تزكية لمرشح انتخابي، .. انها واحدية الهدف النابع من هوية شعب، المجسد لمعاناة ذاقهتا كل شرائحه من اعلی الهرم الی الى ان مست المواطن البسيط، تمخضت عنها رغبات جماعية لانتزاع الحرية التي سلبت، وتضافرت الجهود وقدمت التضحيات طواعية لفداء تراب ملك غالي اسمه الوطن.
وقفت العوائق جمة حائلة في دروب سلكها الشعب فلم تثنيه، برزت الحجج التي صرفت انظار العدل العالمي بعيدا عن مضامين نصوصه التي تلزمه بالاعتراف بحريات الشعوب وتقرير مصيرها …
ولكوننا شعب مغلوب علی امره مسلوب الحرية يفتقر لوسائل التاثير المعاصرة من اعلام عملاق يبلغ صداه اروقة مكاتب اتخاذ القرار الدولي ويسكت هرطقات الاعلام المضاد الذي قزم قضية شعب تارة، واختزالها بمطالب دونية تارة اخری، ناهيك عن سياسات المصالح الدولية والاقليمية المعبر عنها اعلام تجاهل عنوة مطلب شعبنا المتمثل في فك ربطه بشعب مارس ضده أسوأ تعاملات الاحتلال.
كان الاحتشاد والتجمهر طيلة سنوات مضت سبيل سلكه الشعب لينقل بالصورة الارادة الجامحة لتحقيق الغايات.
تكرر المشهد مرات ومرات وعلی الرغم من التعتيم والتقاعس استطاع الشعب الجنوبي ان ينقل رسالته الی اصقاع المعمورة فلم يبقی هناك شك في ان الاجماع الشعبي والاراداة الثورية الجماهيرية لدی الشعب قد بلغت ذروتها، فلجات القوی المعادية وذات المصالح والاطماع الی ابتكار اسباب جديدة كاستقطاب شخصيات قيادية واختلاق تيارات تتباين في الرؤی الا ان الاقدار شاءت ان يدخل الشعب الجنوبي في مرحلة جديدة غيرت من طبيعت سلوكه الثوري المعتاد، فبانطلاق عاصفة الحزم والتدخل العربي في القضاء علی المتمردين ذوات المد الإيراني، ومواقف اثبات وجود، واتفاقيات وعقود، يجد هنا في الجنوب شعب استقطع نصيبه الاكبر من النصر جنبا” الی جنب مع اشقائه من دول الاقليم العربي، وانتزع حريته بجدارة مثلما انتزع الثقة وبامتياز من مراكز قيادات دول الاقليم سياسياً، فاصبح يشكل ثقل وبعد استراتيجي وجغرافي عالمي مرموق، وجزء هام من امن قومية المنطقة العربية.
بهذه الانتصارات التي حققها جماهير الشعب الجنوبي وبروز شخصيات قيادية نالت احترامه، هب مجددا في استفتاء علني وتجمهر مقصود بذكرى فك ارتباطه الثامنة والعشرون عن الجمهورية العربية اليمنية، في عواصم كافة المحافظات الجنوبية ليقول نحن شعب مستقل نحتفل اليوم بذكرى استعادة دولتنا الجنوبية ولم يعد هناك مايربطنا مع عربية اليمن الشمالية.