الجمعة , 22 نوفمبر 2024
كتب/ خالد عبد الوهاب
اجل ، اكرر السؤال مرة اخرى، هل هي ازمة موضوعية متعلقة بالواقع الحالي المأزوم الذي يعانيه الجنوب في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والمعيشية والتي تلقي بظلالها القاتمة على الاوضاع الثقافية بمختلف تجلياتها الأدبية والفنية والمسرحية والفنون الجميلة الأخرى، ام انها الأزمة هي ازمة مزدوجة وبنفس الوقت ذاتية متعلقة بالموقف السلبي للمثقف الجنوبي وانكفاءه على ذاته المأزومة كما لو ان الامر لا يعني له شىئا؟!
لا امتلك أجابات جاهزة ، ولكني ارمي حجرا في وسط هذه البحيرة الراكدة لعلها تصنع في محيطها عددا من دوائر الأسئلة التي تدعو جميع ذوي الشأن ممن لهم علاقة بالعمل الثقافي، او من المواطنين الأخرين وانصاف المثقفين ممن يحز في نفوسهم هذا الدمار الكبير الذي حصل في حياتنا الثقافية وجعل من الثقافة والمثقفين اشبه ما يكونون بشيء فائض عن الحاجة؟!
اي سلطة او شعب لايشعر بدور ومكانة الادب والثقافة والفنون بمختلف فروعها من غناء ومسرح وفن تشكيلي ونحت وتصوير ودراما،،،،الخ، في ان هذا الشعب لا يمكن اعتباره ضمن الشعوب الحية .
صحيح هناك اسباب موضوعية ادت الى وصول حياتنا الثقافية الى هذا المستوى غير المسبوق من الانحطاط ، والوقوف على قارعة الطريق، وهي دون شك بفعل فاعل سعى ومازال يسعى لتدمير ذلك التراث والارث الثقافي الذي عرف به شعب الجنوب على مدى قرون عديدة من الزمن، لم يستطع اي من القوى المعادية محوه او عزله عن حاضر ومستقبل الشعب الجنوبي، ولكن لا يمكن القول ان هذه القوى المعادية بانها لم تنجح في احداث هذا الدمار الهائل الذي يعانيه الواقع الثقافي الجنوبي، كجزء من عمل ممنهج لطمس الهوية الثقافية الجنوبية، ومحاولة مسحها من الوجود، وقد طال ذلك الدمار ليس فقط مختلف اشكال الادب والثقافة والفنون، ولكنها وصلت ايضا لتدمير كل حاضنة ثقافية جنوبية تعني بها من منظمات واتحادات واطارات ثقافية وفنية وادبية ونوادي ادبية ورياضية وثقافية ، وهياكل ومؤسسات ثقافية حكومية، وصولا الى تدمير المثقف نفسه وادخاله في دوامة واسعة من المشاكل الذاتية والمعيشية التي ليس لها اول ولا اخر.
فاين هم الادباء الذين كانوا يملؤون حياتنا ضجبجا، واين هم المسرحيون الذين كانت اصواتهم تتردد في قاعة المسرح الوطني وخارجيا على مستوى المشاركات في المهرجانات العربية والعالمية، واين هم الفنانون التشكيلون الذين وصلت اعمالهم الى مستوى العالمية، واين هي اصوات الفنانين الجنوببن الذين ذاع صيتهم وانتشرت اعمالهم ليتغنى بها العرب والاجانب، واين هي فرق الرقص الوطنية التي عرفتها كل شعوب العالم من شرقها الى غربها
وابهرت الشعوب الاخرى بما كانت تقدمه من فن راقي ونبيل، واين هم ابطال الدراما في الاذاعة والتلفزيون واين هي الفرق الموسيقية التي كانت عناصرها هم من ساهموا قي تأسيس الفرق الاذاعية والتلفزيونية لدول الجزيرة والخليج العربي …. اين… واين.
اسئلة مازالت تشغل بال ليس فقط نحن المثقفين، بل وكل انسان وطني جنوبي يحز في نفسه ما وصل اليه حال الثقافة والفنون في واقعنا الجنوبي الماساوي.لاشك انها الحرب كانت ومازالت مستمرة ضدنا، وعلينا ان نعترف بانهم قد نجحوا في ضربنا ثقافيا كما نجخوا في ضربنا سياسيا واقتصاديا وتعليميا، ومعيشبا، وهم من يمسكون باهم مفاصل السلطة فكل وزراء الثقافة او الاعلام من صفوف المحتلين الشماليين فماذا تنتظرون من وزير جاهل مثل الارياني ان يقدم لكم وهو جزء من المشكلة ولن يكون مفتاحا للحل !
ومع ذلك فلا يمكن لاي مثقف جنوبي مهما كان موقعه القيادي او القاعدي ان يعفي نفسه مما نعانيه من هذا الواقع الثقافي المأزوم وما وصلنا اليه من انحطاط طالما والجميع قد انزوى في ركن قصي مكتفيا فقط بمراقبة المشهد الثقافي الجنوبي دون ان يحرك ساكنا، وهناك للاسف الشديد من القيادات الثقافية الجنوبية من حولوا هذه الاتحادات كواجهات لهم، ومصدر للتكسب المادي والعبث بموزناتها الكبيرة دون احداث اي نشاط ثقافي حقيقي يساهم في التصدي لهذه الهجمة الشرسة للعدو، وما زالوا بعيدين كل البعد عن الانسان الجنوبي الذي ما احوجه اليوم للخروج من هذا الواقع الماروم بكل تجلياته والذي يندر بانفحار هائل قريبا، ولن ينجو منه حتى مثل هؤلاء المثقفين العاجيين، الذين يعتبرون هذه الاتحادات كجرء من ممتلكاتهم الشخيصية.
فالى متى هذا الصمت وهذا الركون وهذه الروح الانهزامية التي مازالت تلازمكم ايها المثقفون الجنوبيون، فان لن تقومو ا بدوركم الذي ينتظركم للنهوض بالحياة الثقافية الجنوبية فمن الذي سياتي
لخوض هذا الغمار الحيوي الهام اذا لم تكونوا انتم راس الحربة في هذه الحرب الفاصلة قبل ان يجرفنا الطوفان ونحن نائمون في الغرف المغلقة.
الجمعة ١-١٢-٢٠٢٣م.
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 19, 2024
نوفمبر 17, 2024
نوفمبر 11, 2024