أكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح، أن الإرهاب الذي يضرب عدن وعدد من محافظات الجنوب حاليا، هو إرهاب سياسي مرتبط بنتائج مشاورات الرياض، التي دعا إليها مجلس دول التعاون لدول الخليج العربي، وانعقدت في الفترة من 29 مارس /آذار إلى 7 أبريل /نيسان.
وأضاف في اتصال مع “سبوتنيك” اليوم الثلاثاء، أن المنظومة السابقة ترتبط بشكل واضح بعلاقة تخادم مع التنظيمات الارهابية، ومنذ الدعوة لمشاورات الرياض، أدركت أن الهدف من هذه المشاورات هو طي صفحتها وإصلاح الخلل الذي يعتري هيكل الدولة، ومن ذلك سيطرة جماعة الإخوان على قرار الشرعية.
وتابع القيادي في الانتقالي الجنوبي” عملت قيادات سياسية سابقة وعسكرية حالية مناوئة للوضع الجديد على تحريك الأوضاع وإطلاق سراح عناصر إرهابية، واعتمدت لها مخصصات مالية هائلة لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف قيادات جنوبية.
وأوضح صالح “بكل أسف تقوم علاقة القوى اليمنية مع الجنوب على هذا الأساس منذ احتلاله في السابع من يوليو/ تموز 1994، بدءا من تجنيد العناصر الارهابية في الحرب الظالمة التي شنت ضده، ثم بتنفيذ عمليات اغتيالات لعدد كبير من الكوادر الجنوبية، وانتهاء بتسليم مدن للقاعدة ومحاولة تصوير الجنوب كبيئة حاضنة للإرهاب.
وبين القيادي بالانتقالي، أن مايجري اليوم هو محاولة متوقعة لتعطيل عملية الانتقال السياسي للسلطة، وإيقاف عملية الإصلاح في المؤسسات الرسمية، وتخليصها من نفوذ وعبث المنظومة السابقة، ومن ذلك تعطيل استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وخاصة ما يتعلق بخروج القوات العسكرية اليمنية الشمالية من الجنوب وتوجهها لقتال الحوثي وفقا لمقتضيات اتفاق ومشاورات الرياض.
ونوه صالح إلى أن مايحدث من تنشيط وتحريك للإرهاب أمر متوقع وهو حرب قديمة جديدة ضد الجنوب، وستستمر، لكن القوات الجنوبية ستتصدى لها ولديها القدرة على إفشالها كما افشلتها سابقا، رغم أن الخسائر كبيرة ومؤلمة.
واختم بقوله:، نحن نخوض حربا مع مع منظومة وقوى يمنية مرتبطة مع تنظيمات إرهابية متمرسة في الإرهاب ولديها مخاوف حقيقية من أن الجنوب يسير باتجاه الخلاص منها نحو بناء دولته، وأن بقائه في ظل هيمنة هذه القوى لن يكون سوى بإرباك مشهد التحولات السياسية الأخيرة، وإغراق محافظات الجنوب في الإرهاب.
واستدرك صالح، انه لا يمكن بحال من الأحوال تبرئة جماعة الحوثي مما يحدث سيما في ظل بقاء سيطرتها على قطاع الاتصالات وتمكنها من رصد ومتابعة القيادات المطلوب تصفيتها،
موضحا أن لدى الجماعة الحوثية “أنصار الله” عناصرها وخلاياها التي تدخل الجنوب وخاصة عدن تحت مسمى النزوح، أو بادعائها أن عناصر موالية للشرعية اليمنية.
يذكر أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كان قد أعلن في 7 أبريل/ نيسان الجاري، نقل صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية في اليمن.
ومنذ بداية شهر رمضان الماضي ، يشهد اليمن هدنة لمدة شهرين دعا إليها المبعوث الأممي هانس غرونبرغ ووافقت عليها كل الأطراف، رغم تبادل الاتهامات الإعلامية بين أطراف الحرب بخرق الهدنة.
ويشهد اليمن منذ 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة “أنصار الله” وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا مدعوما بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة، بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 في المئة منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.