الجمعة , 22 نوفمبر 2024
أ. د. فضل مكوع
غزة وما أدراك ما غزة… غزة الصامدة غزة الشموخ والعزة والنصر، ولله درك يا غزة! لقد لفتِ انظار العالم كله وبكل فئاته فمنذ اندلاع ثورة السابع من أكتوبر والعالم منشغل بهذه الثورة. انجازاتاتها وصمودها الأسطوري وهي تواجه حربا عالمية وكونية كبرى غزة المحاصرة تسطر الانتصارات الكبرى لهذه الامة فكيف إذا دعمت من العرب اولا بل من النظام الرسمي العربي الذي تمنيت من بعض الأنظمة أن تصمت وتحافظ على الصمت فكان أولى لها من أن تدين المقاومة وتقدم الدعم للصهيونية التي تذبح وتقتل وتسفك الدماء وتهجر الملايين من أبناء شعبنا العربي الفلسطيني من أرضهم ومن بيوتهم وتجرف اراضيهم وتنهب وتعبث وتدمر بدعم غربي منذ 1948م
أكثر من خمسة وسبعين عام والصهيونية الدخيلة ترتكب مئات المجازر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح ولكنه الأقوى بإيمانه وإرادته وعزيمته وإصراره،
فأينكم يارموز الأمة وحكامها ؟
ماذا بكم؟ ماذا دهاكم؟ ما حل بكم لماذا هذا الجبن والضعف الخذلان؟ لماذ تقفون إلى جانب العدو الذي دنس المسجد الأقصى وعبث بالمسلمين وقتل وسفك ونكل بهم في بيت المقدس وغزة وكل انحاء فلسطين العربية.
لقد قضيتم على مقدرات الأمة واطلقتم رصاصة الرحمة عليها بتطبيعكم مع كيان ضعيف ومتهالك، فقد صار أوهن من بيت العنكبوت، وانتم مازلت تعيشون على الأوهام والزيف والتضليل بسبب الجبن الذي ارتأى أن يحل في أجسادكم، ولم يبارحها
فهل يفيدكم هذا الكيان الهزيل او يحميكم ولم يستطيع ان يحمي نفسه وقد عرته غزة وعرفت العالم على هشاشته وضعفه
نعم لقد عرته المقاومة الباسلة في غزة في صبيحة السابع من اكتوبر المجيد
فبعد هذا التاريخ جاءت وحوش الأرض وشياطينها لتنقذ الصهيونية المتعجرفة من هزيمتها الحتمية التي حلت بها
واستخدموا كل أنواع الاسلحة
وفعلوا ما فعلوا من قصف همجي دمروا البنية التحتية لغزة تدميرا كاملا وارتكبوا جرائم حرب لم يعرفها التاريخ أبدا
وارتكبوا مجازر كبيرة بأهلنا وهدموا البيوت على رؤوس ساكنيها دمروا المستشفيات وقطعوا الماء وكل الخدمات وانتم يا حكام تتلذون
بذلك وتتمنون لغزة ان تنكسر فهيهات.. هيهات… بل سحقا وتبا لكم ولأفعالكم المشينة والمخزية
وعزاؤنا في موقف شعبنا العربي من المحيط إلى الخليج
وكل ابناء الأمة وأحرار العالم الذين خرجوا بالملايين وعززوا طوفان الأقصى بطوفان شعبي عالمي ولكن القوة العسكرية والهيمنة الأمريكية لم تبال بمواقف الشعوب ولم يبق معنا غبر الدعاء فتضرعنا إلى ربنا الكريم ندعو صباحا مساء وفي كل الأوقات والفروض ان ينصر الله غزة وفلسطين وان يدمر كل المعتدين وبعد الله سبحانه وتعالى
نادينا أمتنا بأسلوب الاستغاثة وقلنا واعروبتاه لعل وعسى واستغثنا بملياري مسلم في كل أصقاع الأرض وقلنا وا إسلاماه!
فأينكم طالما وفلسطين تذود عنكم وغزة المحاصرة على وجه الدقة والتحديد
تدافع عن كرامتكم عن مقدساتكم،
فأينكم من الخليفة العباسي
المعتصم الذي حرك جيوش المسلمين من اجل إنقاذ امرأة مسلمة قالت وا معتصماه فانقذها،وفتح عمورية.
فمن حيث المقارنة لا والف لا
فلا وجود لها أبدا ولا نقارن بين ماض مشرق وبين حاضر استسلم فيه الحكام وهرولوا وطبعوا
وجبنوا وضعفوا وخذلوا شعوبهم.
وكنت اتوقع أن غزة وحّدت المسلمين جميعا وهذا ما كان ينبغي ولكن غزة وحدت شعوب العالم كلها وخذلها الحكام المتصهينين وأدواتهم الرخيصة
التي لا تسطيع مواجهة غزة يوما واحداً، واليوم غزة هي الأرض الوحيدة النابضة بالحرية والتحرير التي تزخر
بروح المقاومة العالية
فقد كفَّت ووفّت وأدّت ما عليها،وذادت عن ملياري مسلم رغم انها تتعرض لحرب كونية كبرى ولإبادة
جماعية، وتحاصر وتدمر ،فضلا عن قتل الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ وحرب إبادة
كاملة والعرب لم يحركوا ساكنا واحدا بل إن بعضهم يدعم العدو الصهيوني ويقدمون له المساعدات ويتمنون لغزة أن تهزم
فأين انتم من هذه العروبة؟ بل اين نخوتها وقيمها؟
فما حققته غزة من انتصارات لم يحققها العرب في حروبهم كلها مع هذا العدو
الغاصب والدخيل فكان الواجب علينا ان نحتفي بهذه الانتصارات وان نرفع الرؤوس ونكرم غزة وأبطالها فردا فردا.
نعم رفعت رؤوس الأمة وأعادت لها روحها بعد ما رأينا تلك الإنكسارات والهزائم المتتالية التي لحقت بأعداء الأمة
لقد أعادت غزة للأمة عزتها وشموخها وكرامتها
وهذا الامر لا يحتاج إلى نقاش ولا جدال ولا مراء.
لقد سطرت غزة بطولة تاريخية عالمية لم يسبق لها مثيل أبدا في العصور كلها
وتفردت بها أداء وتخطيطا وتنفيذا
واستبسالا وشجاعة؛ لأنها محاصرة وتمتلك السلاح الخفيف مع كيان مدجج بكل انواع الاسلحة العالمية المتطورة ويمتلك ترسانة عسكرية كبيرة اوصلته إلى مقدمة الجيوش العالمية والمسمى بالجيش الذي لا يقهر فالعدو يمتلك كل مقومات القوة العسكرية والتسليح العالمي ولكنه يمتلك العقيدة الفاسدة والجبن والضعف فلا مقارنة مع شعب أشبه بالأعزل
ولكنه يجاهد بالروح الإيمانية يجاهد كما اسلفنا باحدى الحسنيين:(النصر، أو الشهادة).
فلله درك يا غزة، فمن يصدق ان غزة المحاصرة هزمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وهزمت الصهيونية العالمية
نعم هُزمت الصهيونية وكانت صدمة لكل قوى الطغيان والاستعمار والهيمنة لهذا تحركت جيوش الناتو وتحركت اكبر دول العالم لانقاذ الصهيونبة،وحركت غواصاتها وأساطيلها وسفنها وطائراتها والسؤال المهم هل كل هذا من أجل غزة؟ المحاصرة ام ان هناك مخطط عالمي آخر . وتأسيساً على هذا تحركت الدول الكبرى :أمريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وإيطاليا وكندا واليابان وغيرها لإنقاذ الصهيونية من هزيمتها أولا،بدليل القلق الذي ينتابهم جميعا فتعددت الزيارات لقيادات هذه الدول ل(تل أبيب) وتنوعت وبشكل هستيري وجنوني وحركوا أدواتهم وأذنابهم من المتصهينين العرب.
ورغم كل هذه الغطرسة والقصف الهستيري وقتل الآلاف من الاطفال والنساء والمواطنين العزل وهدم المستشفيات وكذلك هدم البيوت على رؤوس ساكنيها ورغم الحصار الجائر وقطع كل ما يرتبط بالخدمات صمدت غزة صمودا اسطوريا ودمرت ما دمرت من معدات هذه الدول وقتلت الألاف منهم وأسرت المئات من جنودهم وفي مقدمتهم جنود المارينز الأمريكيين ودمرت كتيبة أمريكية بكل عتادها.
لله درك يا غزة!
ما أروع مقاومتك في التاريخ! وما انبل رموزك وقياداتك التي دخلت التاريخ من اوسع ابوابه وكان على المطبعين ان يراجعوا أمرهم وينتصرون لغزة فهي الجديرة حقا ان تحميهم بعد الله سبحانه وتعالى وأفضل بالف مرة من الصهيونية التي ما حمت نفسها، ولهذا لم يكن طوفان الاقصى ميداني فحسب، بل طوفان شعبي عالمي، فقد خرجت المسيرات الملايينية الحاشدة
في كل عواصم العالم حتى فيما يسمى بدولة اسرائيل نفسها لقد راينا هذه المسيرات الحاشدة في الدول التي جاءت لانقاذ الصهيونية من هزيمتها النكراء، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فرأينا الطوفان الشعبي العالمي في كل اصقاع الارض يندد بالصهيونية والمجازر التي ترتكبها وبغطاء امريكي بريطاني ومن حكومات الدول الكبرى التي ذكرناها
وخرجت المسيرات الكبرى وهي ترفع إعلام دولة فلسطين وأربكت الحكام المتخاذلين،ومع هذا لا نستعجل فاليوم عقد موتمر قمة الدول العربية الاستثنائي بالرياض
والامة تمر بأصعب التحديات واخطرها وانها لغفرصة ان يكفر الحكام عن خطاياهم ويتخذون قرارات مصيرية وحاسمة
تتمثل في دعم المقاومة الفلسطينية
ووقف كل اشكال التطبيع والاتفاقيات الاستسلامية الانهزامية مع الكيان الصهيوني، وفتح المعابر وايصال الدعم والمساعدات بكل أنواعها لاهلنا في قطاع غزة
ووقف فوري لاطلاق النار والاستعداد العسكري التام واستخدام النفط وغيرها من القرارات الفاعلة والمدروسة
فإذا اتخذتم مثل هذه القرارات ستخلدكم
وتجعل العالم يضع لكم ألف حساب
فقد أظهرت المقاومة الفلسطينية
شجاعة غير مسبوقة ورفعت رؤوس ملياري مسلم وأعطتكم أرضية قوية وصلبة لاتخاذ قرارات قوية وفاعلة.
فما صنعته غزة يبقى خالدا مخلدا في صفحات التاريخ إلى ماشاء الله تعالى
وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
2023/11/11م عدن
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 19, 2024
نوفمبر 17, 2024
نوفمبر 11, 2024