الإثنين , 25 نوفمبر 2024
القمندان نيوز/كتب : عبدالمجيد زبح
تغيرات سياسية الشرق الأوسط بعد السابع من أكتوبر، ونحن نقف اليوم لنكون شهودًا على ذلك التغير، والذي ربما بدأت ملامحه تظهر، وخارطة التحالفات الجديدة تتشكل، وهناك بعض القوى التي ظهرت في المشهد بعد الربيع العربي سيتم التخلص منها .
دعونا نقرأ المشهد بعيدًا عن العواطف ونحاول أن نقترب من المشهد أكثر ونحاول أن نحلل الوضع من عدة زوايا بعيدًا عن الانحياز، ولكن قارئة متواضعة بحسب المعطيات التي على الواقع وكذلك المصالح.
عندما نقول إن السابع من أكتوبر كانت لحظة فارقة، فإن تأملنا للمشهد بشكل متواضع ندرك ما نقول ونعرف إلى ماذا ستؤول الأوضاع في الشرق الأوسط بشكل كامل. لقد تدحرجت الكرة واشتعلت النيران، وأصبحت المنطقة العربية ساحة حرب، ولم يكن ما حدث في السابع من أكتوبر إلا بداية تلك الشرارة، ومن اليوم الثاني للحرب كُتِبَ أن المستهدف هي مصر والسعودية، وقلت في المقال أنهما تقعان في قلب المشهد وهما الهدف الرئيسي في أي صراع يحدث.
“ومن أجل نحاول أن نقرأ الصورة بشكل أفضل دعونا نستعيد الأحداث التي حصلت في المنطقة العربية خلال العشرة الأعوام الماضية والتي كانت بمثابة تهيئة الأوضاع لما يحدث اليوم.
أولاً، فشل الربيع العربي بشكل كامل في السعودية، وكان هناك مخطط لخلق صراع في البحرين واستطاعت السعودية أن تفرض سيطرتها وتنهي ذلك المخطط وقد استخدمت السعودية في ذلك الدبلوماسية والعصى ونجحت.
ثانياً، مصر كان المخطط أن تدخل مصر في فوضى وانقسامات وحتى داخل المؤسسة العسكرية، ولكن مصر التي خاضت الحروب كانت تدرك وتعرف المخطط بل وفي بعض الأوقات خييل للمتابع العربي أنها لن تستطيع الخروج من ذلك المستنقع ودخلت السعودية في الخط ودعمت مصر اقتصاديًا ودبلوماسيًا وخرجت مصر رغم الأعباء الاقتصادية لكنها انتصرت.
ثالثاً، وهنا نعود للسعودية والسؤال من أدخل السعودية حرب اليمن؟
حدث انقلاب على الشرعية اليمنية في نهاية عام 2014 وكانت هناك حوارات وإذا كان المجتمع الدولي (الدول العظمى) جاد ويريد استقرار الأوضاع في اليمن كان قادرًا على ذلك ويستطيع وهناك خيارات متعددة للمجتمع الدولي قادر أن يستخدمها.
ولكن قرار الحرب كان قد تم اتخاذه من قبل من يدير اللعبة فمن سمح للحوثيين بفرض السيطرة في غضون 24 ساعة على العاصمة صنعاء (بأيعاز) وكان قد رسم سيناريو الحرب ولأن المملكة العربية السعودية هي الممسكة بالملف اليمني كان عليها تنفيذ ذلك القرار وإنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية اليمنية ودخلت السعودية في الحرب وكانت قريبة من حسم المعركة ويعرف الجميع كيف كان يتدخل المجتمع الدولي في كثير من الحالات ولأن السعودية بيدها قرار التنفيذ ومن أجل ألا تتخذ حسم الحرب وتجتاز المجتمع الدولي تم تشكيل الرباعية الدولية والتي مهمتها الأساسية تقييد السعودية في اتخاذ القرارات الحاسمة ونجحت في ذلك وفي أهم مراحلها وهي معركة الحديدة، السعودية كانت تعرف ذلك وكل خطواتها كانت تعمل على إشراك المجتمع الدولي فيها وتصنع مبادرات وتقود حوارات حتى وصلت إلى الهدنة الغير معلنة.”
وهنا سوف أقول لكم شيئًا حول من تخلص من علي عبدالله صالح هو الذي يدير اللعبة الدولية ويتحكم في قرار الحرب والسلام في العالم. نفذ الحوثيون فقط لأن صالح، بخروجه للمصالحة، كان ضد توجهات من يرغب في استمرار الحرب حتى الميعاد المحدد لها.
اخطى الظن عندما أعتقد أن القاعدة الجماهيرية يمكن أن توفر له وسائل للضغط على المجتمع الدولي ليصبح لاعبًا مؤثرًا في المستقبل. ومع ذلك، كانت المخططات أكبر مما يتصور.
وكما ذكرنا، قد تكون معركة الحديدة هي النقطة المفصلية التي وصلت إليها السعودية حيث تم تعرية المجتمع الدولي فيها
هذه النقاشات طبعًا تتم على المستوى الدبلوماسي، ولا ننسى الصراعات التي تعرضت لها السعودية الحرب الإعلامية وتشويه سمعتها على المستوى العربي والعالمي تحت عدة مسميات أثناء حرب اليمن وخلق معارك هلامية ك حقوق الانسان وغيرها وقضية خاشجي .
نعود إلى مصر، والتي حاول قائد اللعبة جرها إلى الحرب مثلما فعلت السعودية. وصل الأمر إلى أن مصر اتخذت قرار الحرب في أخر لحظة وقلبت المعادلة، وذلك لأن مصر تمتلك أوراقًا قوية يمكنها استخدامها عند الحاجة وتستطيع من خلالها توجيه الضرر. لذلك، لا تستخدمها إلا عندما يتعلق الأمر بأمنها القومي. ولم ينته الأمر هنا، بل كان سد النهضة والصراع في السودان تهديدًا آخر لمصر، ولكنها تتعامل معها. وعندما نقول إن مصر تخوض حربًا، فذلك حقًا لأن الحرب ليست فقط حروبًا تقليدية، بل الحروب الدبلوماسية هي الأشد قسوة. من يخسر في الحرب الدبلوماسية يخسر في الحروب التقليدية، وهي تحصيل حاصل .
إذًا، نعود إلى السابع من أكتوبر ولماذا الآن وما الذي يجعل تلك الأساطير الحربية للمنطقة العربية والتي تحتاج إلى مقال شامل للحديث عنها. ولكن قبل أن نختم، هناك نقطة مهمة وهي النقطة الأهم.
“إن ما يحدث اليوم هو مقدمة للانقضاض على السعودية ومصر، ولكن قبل ذلك، هناك من يقود اللعبة يريد أن يغزلهما عن أي تعاطف عربي بالمطلق. يهدف إلى جعل الشارع العربي عندما يحين وقت السعودية ومصر أن يظل متفرجًا. وهذا الأمر واضح للجميع من خلال الحملة الإعلامية الموجهة والتي يتم تمويلها. وهناك دعم وحراك غير طبيعي يحدث، ويوجد إعلام مدفوع يعمل على صنع صورة سلبية عن السعودية وشيطنتها ومحاولة تجنب أي تعاطف معها، يظهر ذلك من خلال حملة إعلامية تستهدف صنع صورة سلبية للسعودية وتشويه سمعتها وأظهار السعودية كدولة ضعيفة ومتخاذلة في العمل العربي وكذلك مصر وخاصه جهود وقف الحرب في غزة والحد من انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة. الجهود المبذولة في التعامل الدبلوماسي، فعلى الرغم من عدم ذكرها بصورة وتجاهل ذلك يتضح ان هناك مخططاً واضحاً يُنفذ لتكوين تحالفات لتنفيذ تلك الخطة. ربما سنشهد في المستقبل تحالفات بين القوى الدينية الشيعية والسنية، لجعل السعودية ومصر يوجهان بمفردهما دون غطاء ديني. يبدو أن اللعبة كبيرة وستؤثر على المنطقة بشكل كبير.
نوفمبر 25, 2024
نوفمبر 25, 2024
نوفمبر 25, 2024
نوفمبر 24, 2024