تقطعت بنا سبل الوصال وكبحت فينا قسراً جماح التوق للدور الملزم المناط تسجيله نصرة لاشقائنا في فلسطين العربية ولاسيما ابناء غزة القابعين تحت سطوة القصف والحصار…
اتحدث عن اشقاء لكم في شعب الجنوب العربي ليس لمجرد مطالعة القراء او وهميات نشوة الحماس والتضامن التي تجري بدم كل عربي يقف على مشهد ارواح تحصد دون حسيب او رقيب،
يختلف وضعنا كثيراً في الجنوب العربي بالفترة السياسية الراهنة، ولكنها لاتختلف مبادئ مواقفنا المتجذرة في عمق أصلاب العروبة والاخاء منذ نشئتنا أحرار على الأرض..
نتألم بما يحل باخواننا في فلسطين – غزة على وجه الخصوص – بصمت الذي لايملك حول لابراز الموقف الفعلي المتوجب عليه لضيق السبيل الذي لم نرضخ له ومازلنا مكافحين للخلاص من ذله في طريق استعادة دولتنا الجنوبية المستقلة المسلوبة منا من قبل طامع شقيق قسمنا العهد على انفسنا ان لارضوخ لهيمنته علينا..
لسنا بصدد شكوى الحال ولا لتبرير القصور تجاه اشقائنا في فلسطين، بل هي حتميات مرحلة فرض علينا الواقع مرورها، والا لكان الموقف مغاير لو كان الحال غير الحال، فلنا مع التاريخ القريب مواقف نعتبرها واجب قومي عربي ادت بحمد الله رغم القصور الذي شابها الى تعزيز دور مقاومة الشعب الفلسطيني وترجيح شوكته امام العدو الصهيوني.
بشهادة الدبلوماسي الفلسطيني عباس زكي سفير فلسطين وعميد السلك الدبلوماسي في عدن عاصمة الجنوب عن دور الجنوبيون في دعم القضية الفلسطينية تمثل بتقديم السلاح قبل وأثناء وبعد اجتياح لبنان، كتب إن عدن أرسلت دعما للفلسطين عبارة، 10 ألف بندقية كلاشنكوف عشرات الملايين من طلقات الذخيرة نُقلت جواً من برلين الى مطار دمشق أثناء الاجتياح واستقبال المقاتلين في ميناء عدن وتقديم كافة أشكال الدعم لهم بما في ذلك إقامة معسكر خاصة للتدريب والسكن للعائلات في لحج وحضرموت، رغم الاحتجاج الذي قدمه العرب على موقف الدولة الجنوبية بذريعة تشكليه خطر على امنها القومي..
وبالحقيقة لم تقم دولة الجنوب العربي المسماة اليمن الديموقراطية حينها بهذا الموقف البطولي المشرف الا ولديها قدرة على نصرة الاشقاء وصون السيادة القومية العربية اذ عملت دولة الكيان الصهيوني على جس النبض ففي نوفمبر من عام ١٩٨٥م وسطت إسرائيل رؤساء عرب لوقف استقبال المقاتلين الفلسطيين وتدريبهم والا بانها ستقصف معسكراتهم على الاراضي الجنوبية، عندها كان الرد الجنوبي بأننا سنتصدى لأي ضربة عسكرية جوية أو بحرية على اي جزء من اراضينا.. ووصلت رسالة الرد لإسرائيل ولم يحدث شيء بعد ذلك.
في خاتمة المقال ندعو الله العلي القادر ان ينصر ابطال فلسطين على وحشية الصهيونية وان يعيننا ويسندنا بقوته التي لاتقهر على ان نقف مع الحق بما نستطيع، وان يحيي ضمائر البشرية جمعا..