السبت , 23 نوفمبر 2024
تحركات عربية ودولية حثيثة لوقف القتال بين إسرائيل وحركة حماس للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، بينما لم يهدأ القصف الإسرائيلي على القطاع وسط اشتباكات حدودية مع سوريا ولبنان.
وقالت وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس إن 704 فلسطينيين، بينهم 305 أطفال، قتلوا أمس الثلاثاء، وهو ما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه أعلى عدد ترد أنباء بشأنه في يوم واحد منذ نشوب الحرب قبل ثلاثة أسابيع تقريبا.
وشنت إسرائيل ضرباتها على غزة بعد أن هاجم عناصر حماس بلدات بجنوب إسرائيل يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول مما أدى إلى مقتل 1400 شخص معظمهم من المدنيين.
مع تكثيف الجانب الإسرائيلي قصفه الجوي على القطاع وسقوط الآلاف من الضحايا المدنيين، يسعى زعماء العالم إلى منع اتساع رقعة الصراع في منطقة رئيسية لإمدادات الطاقة العالمية.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحدثا هاتفيا أمس الثلاثاء واتفقا على توسيع نطاق الجهود الدبلوماسية “للحفاظ على الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة ومنع اتساع رقعة الصراع”.
اشتباكات حدودية
في غضون ذلك، اشتدت الاشتباكات الدامية بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربية، وتجددت المصادمات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني على امتداد الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن صاروخين أُطلقا أيضا من سوريا، حليفة إيران، مضيفا أن طائراته قصفت بنية تحتية وقاذفات موتر تابعة للجيش السوري اليوم الأربعاء ردا على ذلك.
ولم يقدم الجيش المزيد من التفاصيل. ولم يتهم الجيش السوري بإطلاق الصاروخين اللذين تسببا في انطلاق صفارات الإنذار في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. ولم يصدر بعد تعليق من سوريا.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربة بطائرة مسيرة على فلسطينيين أطلقوا النار على قواته خلال مداهمة بمدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء. وذكر مسؤولون فلسطينيون أن ثلاثة أشخاص قتلوا في الضربة الجوية الإسرائيلية.
وأفاد الجيش الإسرائيلي أيضا بأنه استهدف خلية من غواصي حماس كانوا يحاولون دخول إسرائيل عن طريق البحر بالقرب من تجمع زيكيم السكني.
وكانت الولايات المتحدة قد نصحت إسرائيل بتأجيل الهجوم البري المزمع، بينما تحاول واشنطن إطلاق سراح المزيد من الرهائن الذين لا تزال حماس تحتجزهم في غزة، والذين يزيد عددهم على 200 رهينة.
لكن عندما سئل بايدن عما إذا كان يحث إسرائيل على تأخير اجتياحها البري، قال للصحفيين: “الإسرائيليون يتخذون قراراتهم بأنفسهم”.
وفي نيويورك، قال سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني لمجلس الأمن أمس الثلاثاء إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مخطئ في تحميله إيران مسؤولية الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأضاف: “التزامنا بالسلام والاستقرار الإقليميين يظل ثابتا. الولايات المتحدة هي من أججت الصراع بانحيازها المعلن إلى المعتدي على حساب السكان الفلسطينيين الأبرياء”.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي إن ما لا يقل عن 5791 فلسطينيا لقوا حتفهم جراء القصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، من بينهم 2360 طفلا.
مقترحات عربية ودولية
وفي وقت متأخر من أمس الثلاثاء، دخلت ثماني شاحنات محملة بالمياه والغذاء والدواء إلى غزة قادمة من مصر. وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى ما يزيد على 20 ضعفا من الإمدادات الحالية لسكان القطاع الساحلي الضيق البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وفي الأمم المتحدة، طرحت الولايات المتحدة وروسيا خططا متنافسة بشأن المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين. فقد دعت واشنطن إلى هدنة بينما تريد روسيا وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية. وتعتبر الهدنة بشكل عام أقل رسمية وأقصر من وقف إطلاق النار.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا لمجلس الأمن: “العالم كله يتوقع من مجلس الأمن دعوة لوقف سريع وغير مشروط لإطلاق النار”.
وتدعم الدول العربية بقوة الدعوة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وسط دمار واسع النطاق للمباني في غزة. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري للمجلس “تابعنا بأسف عجز المجلس الموقر مرتين عن إصدار قرار أو حتى نداء بوقف إطلاق النار لإنهاء هذه الحرب”.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأسبوع الماضي إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة.
وقال مسؤول أمريكي كبير: “على الرغم من أننا لا نزال نعارض وقف إطلاق النار، فإننا نعتقد بأن فترات الهدنة الإنسانية المرتبطة بتسليم المساعدات تستحق الدراسة (خاصة وأنها) لا تزال تسمح لإسرائيل بالقيام بعمليات عسكرية للدفاع عن نفسها”.
وقود المستشفيات ينفد
يقول الأطباء في غزة إن المرضى الذين يصلون إلى المستشفيات تظهر عليهم علامات المرض الناجم عن الاكتظاظ وسوء الصرف الصحي بعد فرار أكثر من 1.4 مليون شخص من منازلهم في القطاع إلى ملاجئ مؤقتة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أكثر من ثلث المستشفيات في غزة ونحو ثلثي عيادات الرعاية الصحية الأولية أغلقت أبوابها بسبب الأضرار أو نقص الوقود.
وحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في منشور على منصة إكس من أنها ستوقف عملياتها في غزة مساء اليوم الأربعاء بسبب نقص الوقود.
ومع ذلك، أكد الجيش الإسرائيلي مجددا أمس أنه سيمنع دخول الوقود لمنع حماس من الاستيلاء عليه. واقترح أن تطلب الأمم المتحدة من حماس إمدادات الوقود، قائلا “اطلبوا الوقود من حماس فعلّكم تحصلون على بعضه”.
اعلامي جنوبي
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 22, 2024