يتبجح أنصار وقادة حرب 1994م وكل أعداء الجنوب والقضية الجنوبية بأن الجنوبيين في ثورتهم السلمية ومقاومتهم المسلحة وكل فعالياتهم النضالية في سبيل استعادة دولتهم، إنما يسعون من أجل “السلطة والثروة”. ويعتقد هؤلاء بأنهم بهذه التهمة يدمغون أبناء الجنوب بإدانة لا تقوم لهم بعدها قائمة. ويقدم هؤلاء أنفسهم وقادتهم على إنهم عندما غزوا الجنوب في العام 1994م ثم كرروا المحاولة عام 2015م إنما جاؤوا ليوزعوا الهدايا والورود على أبناء الجنوب، لا ليغتصبوا السلطة ويستحوذوا على كل مصادر الثروة وإيراداتها، معتقدين أن الناس لا تعلم أن كل تاريخهم وتاريخ أساطينهم ومموليهم وأسيادهم ومعلميهم لم يكن سوى تاريخ “اغتصاب السلطة” من أجل “الهيمنة على الثروة”. عندما تناضل الشعوب من أجل بناء سلطتها وتستعيد تاريخها وتعمل من أجل تسخير ثرواتها في بناء مستقبل أجيالها، فإنها بذلك إنما تمارس حقها المشروع الذي تقره الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والأعراف الإنسانية، ولا يمكن أن يكون هذا النضال وذلك السعي عيباً أو معصيةً أو رذيلةً من الرذائل، لكن العيب والرذيلة تكون عند ما يغتصب السلطة ديكتاتورٌ مستبدٌّ يحول السلطة من أجل قمع شعبه والكيد لأبنائه ويستحوذ على الثروة من أجل الإثراء الشخصي وبناء مصالحه ومصالح والأهل والأبناء والمحاسيب وبائعي الذمم، ولم يسجل التاريخ كل التاريخ البشري أن حاكماً ديكتاتورياً مستبداً وصل إلى السلطة عن طريق الانقلاب العسكري أو حتى عن طريق الانتخابات المزيفة قد سخر هذه السلطة التي اغتصبها والثروة التي نهبها لخدمة مصالح الشعب وتحقيق أدنى قدر من الرفاهية والحياة الكريمة لهذا الشعب، أما عندما يكون هذا الحاكم محتلاًّ لبلاد الغير ناهباً لثروتها عابثاً بمقدراتها فإن مستوى إساءة استخدام الثروة والسلطة يتجاوز مرحلة الفساد إلى مرحلة الإجرام الجنائي المشهود الذي يستحق عليه المثول أمام القضاء ليقتص منه على كل هذه الجرائم.
لكل هؤلاء المتقولين والأدعياء نقول: نعم، شعبنا يريد السلطة والثروة! شعبنا يريد سلطته وثروته ويسعى لكل هذا على أرضه وأرض أجداده ، ولا يطمع في ثروة أحد ولا أن يغتصب السلطة من أحد، فما الذي يغضبكم ايها المرجفون.
ليس عيباً على أي شعب أن يسعى لاستعادة دولته وسلطته التي اغتصبها الغزاة والمجرمون، وليس عيبا عليه أن يستعيد ثروته التي نهبها الغزاة الناهبون وهربوا بعائداتها لاستثمارها في بلاد الغير لكن العيب أن يتبجح كتبة المغتصبين والناهبين واللصوص مدافعين عن جرائم أسيادهم، ثم يعتبرون حق الشعب في بناء دولته وسلطته والاستفادة من ثروته تهمة على الشعب أن يتبرأ منها لينفردوا هم وأسيادهم باغتصاب السلطة ونهب الثروة. وما استعصى على قومٍ منالٌ إذا الإقدامُ كان لهم ركابا