نحلل ونتابع ونفسر حسب فهمنا للإحداث ولكن ستبقى النتيجة النهائية بذاكرة “عمالقة السياسة” حسب خطط محكمة لتحقيقها والوصول إليها، قد تأتي جملة من التحليلات بدافع الحرص والولاء والتمسك الشديد بهذا الهدف او ذاك، وبعضها تهدف إلى زرع التشكيك والاحباط بأيّ نجاح يتم تحقيقه، وما حققه المجلس الانتقالي في مفاوضات الرياض وقسم الزبيدي واعضاء مجلس الرئاسة في عدن قد احدث ضجة كبيرة من التحليلات في وسائل التواصل الاجتماعي.
مخرجات مفاوضات الرياض لن تأتي اجباراً كما يصفها البعض وبالذات في هذا التوقيت الحساس والمحتقن دولياً وأن التوافق عليها من قبل الفرقاء كان ضرورة ملحة في ظل ازمة اقتصادية تعصف بالبلاد وما زالت حتى اللحظة ،فرغم كل الانتقادات التي وجهت لقيادة المجلس الانتقالي بسبب ذلك لكنها تعتبر خطوة متقدمة وايجابية في مسار الثورة، ونصر كبير تحقق في ظل تغيرات متسارعة في المشهد الاقليمي والعالمي الذي ينذر بحدوث حرب عالمية ثالثة.
إنّ من الطبيعي في أيّ مفاوضات تحدث هُنا وهناك لن تأتي كما يريدها هذا الطرف أو ذاك بل؛قد تعقبها نتائج سلبية وإيجابية، فعلى سبيل مثال بعض النتائج الإيجابية التي حققها المجلس الانتقالي في مفاوضات الرياض هي الوصول إلى موقع القرار بغض النظر عن المسميات ، وأن الوصول إلى موقع اتخاذ القرار يعني مرحلة جديدة في تاريخ الثورة تعقبها مراحل البناء المؤسسي للدولة بكافة مرافقها.
فإلى المشككون في الرئيس الزبيدي وقيادة المجلس الانتقالي انظروا إلى تاريخ الرجل ونضاله الطويل والمعترك السياسي والعسكري الذي خاضه حباً للوطن لتعرفوا أنّ المبادى الوطنية الثابتة عملة صعبة لا تباع بريالات الملوك،وان الجباه التي احرقتها الشمس لا يخدعها الهواء البارد في الغرف المكيفة، وإلى أولئِك النفر أعداء الأمس فالمرحلة اليوم ليست كما قبلها فتتطلب من الجميع التكاتف وتوحيد الكلمة والوقوف صفاً واحداً لبناء مؤسسات الدولة وتحقيق المشروع الوطني الكبير، فكفوا عن تنظيراتكم الهدامة فلستم احرص من قيادة الانتقالي السياسية والعسكرية في تحقيق أهداف الثورة وإنتصارها ،فثقوا كل الثقة بأن سفينة الانتقالي ستصل إلى بر الأمان مهما رافقتها ألاعاصير.