السبت , 23 نوفمبر 2024
على أرضية صلبة، شيد الجنوبيون نقطة انطلاق لرسم تطلعات المستقبل، قائم على الحوار ونبذ العنف والإرهاب وذلك خلال اللقاء التشاوري في عدن.
وعلى مدى 4 أيام، انخرط أكثر من 223 مندوبا وفقا لتمثيل يعتمد على المساحة والسكان لمحافظات الجنوب الـ8 في كتابة عهد جديد للجنوب يطوي ماضي الصرعات في لحظة تاريخية توجت بتشييد ميثاق وطني لكل الجنوبيين.
وشارك في اللقاء 23 مكونا سياسيا وعدد من الاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والمرأه والمشايخ والشخصيات الاجتماعية والمستقلين.
جاهزون لخوض العملية السياسية
متحدث المجلس الانتقالي الجنوبي علي الكثيري أكد جاهزية الجنوب لخوض أي عملية سياسية مقبلة، لافتا إلى تفهم القوى الجنوبية التي لم تشارك في الحوار الجنوبي الجنوبي.
وقال الكثيري في تصريح لـ”العين الإخبارية”، “نحن نتفهم موقف القوى التي اعتذرت ولم تشارك واعتقد أنه حوار مستمر وسوف يستمر معهم ولا يمكن أن نشيطنها ونتهمها والحوار يتسع للجميع”.
وعن ما تشكله تحركات الجنوبيين من مخاوف، استبعد الكثيري وجود أي مبرر للمخاوف، مشيرا إلى أن المجلس الانتقالي هو شريك في مؤسسة الشرعية، والشرعية مطلعة ومدركة أن الانتقالي حين دخل في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها كان لديه مشروع وطني تحريري”.
وأضاف” نحن لا نرى أي مخاوف من جانب الشرعية ونحن نمضي مع الأشقاء مع التحالف العربي ومع كل القوى على الساحة للوصول إلى عملية سلام قادمة ومن أجل حمل قضية الجنوب وإطارها الخاص الذي أكدت عليه مشاورات الرياض في العام الماضي”.
ودعا الكثيري كل اليمنيين، إلى “دعم قضية شعب الجنوب والذي لا يمكن أن يتنازل عن قضيته وعن أهدافه ومن ذلك الاستقلال”.
وعن رسالته، قال إنها “لكل أبناء شعبنا وتتمثل في أن هذه القوى التي اجتمعت في عدن ترسم خارطة طريق للوصول إلى دولة فيدرالية والتأييد الشعبي وبالتالي نوصل رسالة للعالم أننا كجنوبيين جاهزون لخوض أي عملية سياسية مقبلة”.
عهد جديد
من جهته، قال رئيس فريق الحوار الوطني الجنوبي صالح الحاج إن اللقاء التشاوري الجنوبي كان تتويجا للقاءات عديدة أجريناها على مدى عامين مع مختلف الأطراف السياسية الجنوبية والمكونات الاجتماعية سواء في خارج الوطن أو داخله.
ووصف الحاج في تصريح لـ”العين الإخبارية”، اللقاء التشاوري الجنوبي بـ”اللحظة التاريخية”، قائلا: “يأتي هذه الجمع لمناقشة وثيقة مهمة جدا وهي وثيقة الميثاق الوطني الجنوبي ونحن نعتبرها بمثابة عهد وطني بين الجنوبيين”.
وأوضح أن “العهد مكون من 3 أجزاء رئيسية؛ الجزء الأول قيمي وأخلاقي ويرتكز بشكل أساسي أن مبدأ أن الجنوبيين سينتهجون ثقافة الحوار وسيعملون على دفن حواجز القطيعة ونبذ ثقافة العنف في الحوار السياسي أو الصراع.. إننا نودع العنف إلى الأبد”.
وأشار إلى أن الميثاق يأتي بعد سلسلة من صراعات دموية كلفتنا مال وكلفتنا سمعة وأشياء كثيرة جدا، لكن اليوم الجنوبيين ارتفعوا إلى مستوى التحدي كشعوب حي قادر على مواجهة الصعاب والتحديات بالاستجابة”.
وأكد أن أهم نقطة في اللقاء التشاوري هي الشراكة الوطنية، وكان الحوار بمثابة نقطة انطلاق بين أبناء الجنوب لرسم مستقبلهم وللمشاركة في القرار في السلطة وفي كل مناحي الحياة”.
وعن أبرز ما ناقشه الحوار الجنوبي، قال الحاج إن بحث “التوافق على وثيقة ميثاق الوطني الجنوبي، والثاني مستقبل يرسمه المتحاورون، ثم ما موقع الجنوب في المفاوضات السياسية وكيف يتصور الجنوبيون حل القضية الجنوبية”.
كما بحثوا ماهية الدولة التي يريد الجنوبيون استعادتها وتتمثل في دولة تقيم السلم والعدالة، في حال أدت المفاوضات السياسية إلى توافقات لفترة انتقالية.
وأكد أن الجنوب استطاع تجاوز الكراهيات والتفرقة، بعد أن تشكلت لجان للمناقشة وأمسك الجنوبيون بخيط المستقبل، مشيرا إلى أن اللقاء كان له آثار إيجابية جدا جدا، منها شعور شعب الجنوب أنه ماض في طريق سليم ومعالجة المخاوف.
وطمأن الحاج الجميع بأن “الشعب تعرض لمصائب من الداخل والخارج لكنه أثبت أنه قادر على تجاوزها وسيواصل الحفاظ على السلم والأمن والدوليين وفي الإقليم والنظام الدولي وسنبني علاقات قوية ومحترمة”.
لقاء تاريخي
رئيس لجنة أسس التفاوض وعضو فريق الحوار في المجلس الانتقالي الجنوبي المحامي غالب الشعيبي أكد لـ”العين الإخبارية”، أن أهمية اللقاء التشاوري تكمن في عدة اتجاهات منها أنه يأتي في مخاض سياسي تشهده البلد وعقب اتفاقات سياسية ووقف الحرب واستئناف الهدنة.
أما اجتماعيا، فيعد تتويجا للحوار الجنوبي والمكونات السياسية من المهرة إلى باب المندب، وأن هذا الطيف السياسي الحاضر اليوم يمثل خارطة وطن وهذا كان الحلقة المفقودة في الجنوب”، وفقا للشعبي.
البعد السياسي والاجتماعي والجغرافي لهذا التجمع له دلالته الكبيرة، منها أنه رافعة جديدة للنهوض في القضية الجنوبية وهذا الحوار الجنوبي والذي سوف يستمر للأخير وسيظل مفتوحا لأن هناك جيل ينشأ وهناك قوى لا زالت ستأتي، وفق المصدر ذاته.
ووفقا للشعيبي، فقد قطع الجنوبيون 80 في المائة من التوافق وتمثل في تشكيل 4 لجان هي لجنة صياغة الميثاق الوطني ولجنة الرؤية السياسية ولجنة صياغة أسس التفاوض ولجنة أسس بناء الدولة وستقدم اللجان نتائجها اليوم.
وأكد أن المجلس الانتقالي يمثل القضية الجنوبية، ومختلف المكونات هي شريكة في المفاوضات وفي إدارة الدولة وفي مرحلة استعادة الدولة وتحرير ما تبقى من أرض الجنوب.
أما عضو صياغة الميثاق الجنوبي المحامية الجنوبية منى صالح فاعتبرت اللقاء التشاوري “لقاء مفصلي تاريخي محوري الكل يتطلع من أجل مخرجات تجسد القضية الجنوبية كسيادة وهوية تعني كل أبناء الجنوب وتعني الشعب الجنوبي برمته”.
وأكدت في تصريح لـ”العين الإخبارية”، تشكيل فرق لصياغة 4 محاور هامة وهي الميثاق الوطني الذي يعبر عن إرادة شعب الجنوب كسيادة للدولة والهوية للدولة، ولجنة لصياغة المحاور التفاوضية، لجنة لصياغة أسس بناء الدولة ولجنة لبناء البيان الختامي.
وأضافت من أجل الانتصار للقضية الجنوبية والتي تعني كل جنوبي حر، يأتي هذا اللقاء التشاوري كلقاء تاريخي لكل أبناء الجنوب.
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 20, 2024
نوفمبر 20, 2024