أكد الخبير الاستراتيجي اللواء عبد الله القحطاني أن زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى المملكة مهمة جدا في ظل متغيرات إقليمية ونشاط سعودي لإعادة ترتيب المنطقة ومستقبلها.
وقال القحطاني في تصريح لـRT: “تأتي هذه الزيارة أيضا في ظل عدم وجود علاقات سياسية ودبلوماسية بين الرياض ودمشق، وهذه تعتبر إشارة قوية جدا لقرب عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، وهذا سيسبق أي علاقات بين سوريا والمملكة العربية السعودية كما أعتقد.”
ولفت القحطاني إلى هذه الزيارة “تؤشر مرة أخرى أن الاتجاه الصحيح هو في أن تجتمع الجهود وأن يكون لدينا رؤية استراتيجية لمنطقتنا ولمنع التدخلات الخارجية فيه.”
هذا وقد وصل الوزير المقداد، يوم الأربعاء إلى مدينة جدة السعودية في زيارة عمل بناء على دعوة من نظيره السعودي فيصل بن فرحان.
وعن إمكانية الربط بين الزيارة والاجتماع الذي دعت إليه دول التعاون الخليجي بمشاركة وزراء خارجية كل من العراق ومصر والأردن، لبحث قضية عودة سوريا إلى عضوية الجامعة العربية، قال الخبير: “نعم أعتقد أن لهذا صلة مباشرة، لأنّه لا يمكن أن تعود العلاقات فيما أقرأ بين الرياض ودمشق إن لم تكن سوريا ضمن السياق العربي وضمن الجامعة العربية، وهذا أمر مهم جدا ويحتاجها الشقيق في سوريا على المستوى الشعبي قبل الدولة والحكومة.”
نحن في ثنايا تحولات استراتيجية
وأضاف: “كما أنّنا في ثنايا تحولات استراتيجية في المنطقة تقودها المملكة العربية السعودية وفي ظل تجاذبات دولية مختلفة وفي ظل إرهاب يهدّد الجميع.”
وأردف قائلا: “وصول المقداد مؤشر إيجابي جدا لجميع العرب ولمستقبلنا للتخلص من الإرهاب.”
وردا على سؤال حول الأولويات السعودية بالنسبة للعلاقات مع دمشق، قال القحطاني: الأولوية تتمثل في أن يكون لدينا تعاون حقيقي ضد الإرهاب والحماية للأمن القومي الاستراتيجي العربي ومنع التدخلات الأجنبية فيه والقضاء على الميليشيات وإخراجها من الأرض السورية وغير السورية، وأن ننعم جميعا بعلاقات استراتيجية بينية على مستوى الاقتصاد والتجارة والتخطيط لمرحلة قادمة تتطلب أن نكون جميعا يدا بيد.”
واختتم اللواء القحطاني: “سوريا بلد مهم للممكلة العربية السعودية على المستوى الشعبي والسياسي والتاريخي وحتى للمستقبل، وبالتالي فإن الأولوية للمملكة العربية السعودية في علاقاتها مع سوريا ومع الأشقاء في سوريا هو توحيد كلمتنا وصوتنا للتنمية والبناء.”
وذكرت وكالة “واس” السعودية، أن الزيارة جاءت لعقد مباحثات حول الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في سوريا.