قالت صحيفة لندنية إن المزراعون اليمنيون يخوضون حربا من نوع آخر مع بدء كل موسم زراعي في اليمن، أهمها تلك التي يخوضها المزارعون مع الآفات النباتية بشكل متواصل. واكدت صحيفة العربي الجديد، إن الآفات النباتية في اليمن تشهد تصاعدا في انتشارها، وتوسّع أضرارها التي تكلّف المزارعون الكثير من الجهد والمال وخسارة المحاصيل. ووفق الصحيفة، تحصي وزارة الزراعة والري اليمنية ما يزيد عن 1000 نوع من الآفات النباتية تهاجم عدداً من المحاصيل في البلاد تزيد عن 55 محصولاً زراعياً كالفاكهة والخضار، والحبوب، والمحاصيل النقدية (محاصيل تُزرع من أجل الربح)، والزيتية. وفي هذا السياق، يقول الخبير الزراعي في الإدارة العامة لوقاية النبات التابعة لوزارة الزراعة والري، سعد مصلح لـ”العربي الجديد”، أن اليمن يعيش على وقع تغير مستمر حاصل في التركيب المحصولي والنباتي وتقلبات في الطقس خارجة عن المألوف، وارتفاع درجة حرارة الأرض، إضافة إلى الاستخدام المفرط والعشوائي للمبيدات. وتحذر الإدارة العامة لوقاية النبات من الأصناف واسعة الطيف، في ظل الانفتاح التجاري على الأسواق العالمية وفوضى الاستيراد، والإسراف في استخدام بعض الأسمدة، مثل النتروجين، والذي يجعل النباتات أكثر حساسية للإصابة بالأمراض والآفات. ويوكد مسؤول في وزارة الزراعة والري اليمنية، فضل عدم الإشارة إلى هويته، لـ أن اليمن استقبل عدداً من الآفات النباتية المهاجرة العابرة للحدود بشكل تصاعدي خلال السنوات الماضية، منها آفات مثّلت خطراً دائماً على المحاصيل، كونها تهاجم المحاصيل في مختلف المواسم الزراعية. ولفت إلى تدشين عدد من الخطط والتدخلات لمساعدة المزارعين على طرق الحماية والوقاية، بالتزامن مع حملة إرشادية لتعريفهم بأصناف البذور عالية الإنتاج والجودة. وتهاجم دودة “الحشد الخريفية” محصول الذرة الشامية باستمرار في مختلف مناطق زراعته، بينما تتعرّض محاصيل الفاكهة إلى عدد كبير من الآفات الزراعية، معظمها حشرات، والتي تتسبب في إتلاف كميات كبيرة من المنتجات، كما هو حاصل في المانجو والبطيخ، فيما تهاجم “الحشرات القشرية” الحمضيات باستمرار وتعاني محاصيل مثل الموز والفرسك (دراق) والتفاح من الثربس (نوع من الحشرات يهاجم العنب أيضاً) والعناكب، ويغزو الدوباس النخيل، والمنّ الحمضيات واللوز والرمان. كما تعاني محاصيل الخضراوات من مجموعة واسعة من الآفات والحشرات أيضاً. واعتاد مزارعون يمنيون على اتباع وسائل المكافحة الميكانيكية في وقاية مزروعاتهم، إضافة إلى طرق أخرى مثل جمع الكثير من “اليرقات” بأيديهم، إلى جانب حماية مزارعهم من أسراب الجراد بالأهازيج وقرع الطبول، أو من خلال وضع أعمدة، أو عيدان ملبسة بأقمشة ملونة على شكل إنسان في أطراف الحقول، وتعلق عليها علبة معدنية أو حديدية، لتعطي صوتاً مع حركة الرياح. في السياق، يؤكد الباحث الاقتصادي صادق علي، لـ”العربي الجديد”، أن اليمن بحاجة لإنشاء بنك خاص بالبذور، خصوصاً التي يجمعها المزارعون في مواسم الحصاد، بهدف الحفاظ على بذور الأصناف المحلية المحسنة بصورة نقية تحسّن من الإنتاجية والجودة، إذ يعتبر ذلك من الخطوات المهمة التي بإمكانها أن تشكل مع إجراءات وتدخلات أخرى قاعدة حماية صلبة للمنتجات الزراعية، إضافة إلى ضرورة الاهتمام بالمحميات “الشبكات” للمحافظة على الحقول الزراعية وسلامة وجودة المحاصيل. وتنصح وزارة الزراعة والري اليمنية المختصين في وقاية النبات بأن يكونوا على اطلاع بتحركات الآفات العابرة للحدود، وكذلك النباتية الكامنة في البيئة الزراعية، إذ إنّ هناك آفات نباتية، تظل كامنة في البيئة الزراعية لمواسم عديدة بانتظار الظرف المناسب لكي تنشط