يعد رمضان من المواسم الذهبية لآلاف اليمنيين العاطلين عن العمل، لكسب الرزق وإعالة أسرهم من المشروعات الموسمية المقرونة بالشهر الفضيل.
واختار الشاب الثلاثيني عمار الحمزي بيع زينة رمضان التي تعتبر من الطقوس الأساسية في شهر الصوم والتي يتهافت عليها المواطنون في أحد شوارع كريتر وسط العاصمة المؤقتة عدن.
يقول الحمزي وهو يفترش الأرض فيما يحيط به الزبائن من كل جانب لـ”العين الإخبارية”، إن موسم بيع زينة رمضان يبدأ مع انتهاء شهر شعبان ودخول رمضان، ويميز هذه التجارة الإقبال الكبير عليها من قبل الزبائن.
ويبيع الحمزي، الفوانيس والأهلة وحبال الإنارة التي تزين البيوت وواجهات المحلات التجارية فضلا عن زينة ذات أشكال وألوان متنوعة وأسعار مختلفة.
سعر الصرف وبحسب الحمزي، وصل سعر صرف الريال اليمني أمام الدولار (1250 ريالا يمنيا لكل دولار واحد)، إذ يلعب دورا محوريا في تقلب الأسعار ما يجعل العائد المالي لفوانيس الزينة ضئيلا رغم إقبال المواطنين على الشراء.
الشارع اليمني في رمضان
ويضيف “بيع الزينة أحد مصادر الدخل للكثيرين خلال شهر رمضان، حيث تسمح السلطات ببيع هذه المنتجات في الشوارع خلال الشهر الكريم”.
إلى جوار الحمزي يجلس الشاب فؤاد هاشم (29 عاما) الذي يعمل في بيع العصائر الطازجة والمشروبات الباردة، وذلك من خلال عربة نقل يدوية يطوف بها شوارع عدن قرب توقيت الإفطار.
أبدى هاشم لـ”العين الإخبارية” إعجابه بالحركة وانتعاش الأسواق خلال رمضان قائلا إن “الشهر الفضيل يعد من المواسم التي تساهم في توفير فرصة للعمل وإعالة الأسرة المؤلفة من 5 أشخاص (3 ذكور و2 إناث)”.
الشارع اليمني في رمضان
وتصنف السلطات اليمنية عمل الباعة الجائلين ضمن القطاع غير المنظم الذي يعمل فيه أكثر من 70%، خاصة خلال شهر رمضان الذي تنشط فيه الأعمال الحرة.
وتزدحم أرصفة الشوارع الرئيسية في عدد من المدن اليمنية المحررة من مليشيات الحوثي مثل عدن وتعز وحضرموت بالباعة الجائلين لمختلف أنواع السلع والبضائع والتي تباع بأسعار مناسبة نظرا لنوعيتها وجودتها المختلفة.
الشارع اليمني في رمضان
حضور نسائي لايقتصر العمل في أرصفة الشوارع على الرجال فقط، وإنما يمتد إلى النساء التي تحضر كشريك مع الرجل في تحمل المشقة، خاصة مع ظروف الحرب التي تضرب البلاد وساهمت في تردي الأوضاع المعيشية.
تصف أم عمر (35 عاما) لـ”العين الإخبارية”، الغلاء بأنه “طاحن” قائلة إن “المعيشة أصبحت صعبة جدا، وتأثرت حياتنا، وليس أمامنا سوى استغلال هذه المواسم لبيع بعض السلع”.
الشارع اليمني في رمضان
وتقول أم عمر التي تبيع العطور والبخور العدني فائق الجودة إن “البخور والعطور تلقى القبول الواسع خلال رمضان، حيث يتهافت الزبائن على الشراء”.
وتضيف: “البخور العدني غني عن التعريف، لكن هناك بعض الأنواع العطرية الأخرى منها الطيب، الزباد، الأخضرين، المشموم، وروائح في منتهى الروعة”.
الشارع اليمني في رمضان
ولا يتوقف موسم رمضان على الباعة الجائلين، لكنه يصل إلى مختلف المحال التجارية خاصة محلات بيع الملابس والأحذية والبهارات وغيرها، والتي تستدعي المزيد من العاملين، إذ يلجأ أرباب العمل لتوفير عمالة جديدة وتوظيف بعض الشباب خلال شهر رمضان الفضيل وبرواتب مناسبة.
وتشير دراسات غير رسمية إلى أن العمالة في القطاع غير المنظم في اليمن تصل إلى قرابة 9.9 مليون عامل، إثر فقدان الكثير من العاملين في القطاع المنظم لوظائفهم، ما دفع الكثيرين لممارسة أعمال حرة.