الخميس , 19 سبتمبر 2024
المحامي / منصـور ناصـر الحـوشبي
لايستطيع كائناًمن كان أن يعترض أو أن يُنكر حق أي دولة في تحديد علاقاتها وسياساتها الخارجية فهذا حقها الطبيعي المنسجم وسياستها الداخلية
ما ننكره اليوم على حُكّام الـ سـعود لعبهم طوال كل تلك السنوات بعواطف ومشاعرالناس بإن موقفهم من إيران ثابت لا يتزحزح بإعتبارها دولة مارقة مخالفة للسُنة والإجماع رافضية شيعية إثناءعشرية حرفة الإسلام تَسُب أُم المؤ منين عائشة والصحابة وتتدخل بأعراضهم -رضوان الله عليهم- وأن جبريل -عليه السلام- أخطأ بتبليغه للرسالة وووالخ…
هكذا صوروا الحال ليذهبوا للتسو يق لمذهبهم المخالف لبقية المذاهب وبأكثر غلواًوتطرفاً وتشدداً،اليوم حين ذهبوا للتطبيع مع يصفونها عدواً للإسلام .
فياترى ما موقف الذين أضلوهم…!!! وكنتيجة لهذا الإتفاق سَتصدّر الفتاوىٰ المُعززة له التي ستُجرّم وتمنع التعرض للشيعة من قبل دُعاتهم ومنابرهم داخلياً وخارجياً(إنما المؤمنون إخوة كعهدنا بمن سبقهم شمالاً)
لذلك فمن حقنا أن نتساءل (هل أن إيران كدولة ملآلي أسلمت ولبست عباءة وهابية الـ سعود…أم إن الـ سعود كحكام تشيعوا ومرقوا عن مذهبهم وأمنوا بمذهب أبو لؤلؤءة المجوسي ولبسوا عمَائمهم السوداء)
معلوم أن خلاف وصراع الطرفين جذره سياسيا تحكمه المصلحة التي تعارضة مع سياسة الـ سعود السادية منذ ظهور الدولة الإيرانية الخُمينية عام 1979م (لهذا فأن عقيدة الإسلام الصحيحة لا خوف عليها فهي ثابتة كثبات الراسيات لاتتبدل وليس لها ظل متحول كحال السياسة)
إذن ماذا عساهم قائلون لِمَن غُرروابهم وللقتلى وأُسرهم وللجرحي والمعتقلين في اي أرض وتحت أي سما ءكانوامن الذين أعتقدو أن حربهم مع الشيعة للذود عن عقيدة الإسلام التي حرفها هؤلاء الروافض ومفتاحاً للجنة؟!”
أكدنا مراراً (أن الدين لله وأن الوطن للجميع وأن الدين لا يلتقي مع السياسة فلا مستجيب)
إن الـ سعود بهذا الإتفاق إنما اعتقدوا أنهم ظمنوا مصالحهم وأمنهم واستقرارهم وتجنب الضربات الموجعة التي تكبدوها ممن تنعتهم بذراع إيران بالمنطقة وقد لايصمد طويلاً في كونه إتفاق الضرورة لأن أنصارالله كما يصرحون لديهم مشروع استعادة كل الأراضي المحتلة والمستقطعة منذ العام 1934م وحتي اللحظة وإن صدقوا في ذلك أعتقد أنّهم سيجدوا كل الناس سنداً ودعماً وفي مقدمة الصفوف،،، وليعلم الجميع أن الـ سعود ذهبوا لهذا الاتفاق ليس عن قوة ولكنه كتعبير عن حالات الضعف التي وصلوا اليها مُرغمين وبالمقايضة على حساب الجنوب وقضيته.
وسبق أن نبهنا إلى أنهم يديرون مفاوضاتهم خلف الكواليس لحماية أنفسهم ومصالحهم وليس من أجل أصحاب الحق والأرض أو لإنهاء الأزمة.
نحن أحوج مانكون لتبني وإدارة هذا النهج من المفاوضات كسلطات للأمر الواقع لنقرر مانُريد حتى لايغردالجنوب خارج سِرب اللُعبة السياسية.
إن الـ سعود حسموا آمر الشمال بتسليمه للغُترة وإيران ولن يرضوا يوماً عن الجنوب وأهله وعلى استعداد للتحالف مع الشيطان ضده وتلكم الحقيقة التاريخية لعدائها له التي يجب أن يفهمها كل إنسان وطني شريف يهمه أمر وطنه وليس آمر بطنه ..
إنه على خلفية هذا الإ تفاق تغيرت واختلت كُل المعادلات وموازينها وهذا ما ستسفر عنه الأيام القليلة القادمة.
إنه يقع على جميع الأطراف التقاط اللحظة والوصول لتفاهمات سياسية تظمن حق كل طرف ولا يحتاج الأمر لدبلوماسية خرقاء من تزييف وتدليس الحقائق لهذا فإنني أسدي نصائح ثلاث للمشمولين أدناه وأُفندها بالآتي:
-الأولى: للذين لازالوا يعتقدوابأن الخلاف والصراع والحرب دينية/ عقائدية عليهم مراجعة حساباتهم وعودتهم لِرُشدهم وجادة الصواب والكف عن الدعوات الصاخبة للغير تنفيذ اًلأجنداته السياسية المغلفة بالدين وأن يعودوا لدين الوسطية والإعتدال ونبذ التطرف والغلو فالدين رحمة وأخلاق وليس شطحات وشقاق
-الثانية: للذين جعلوا من أنفسهم بنادق للإيجار من يمارسوا لعبة الموت بالمجان لمصلحة الدخيل بأن يجتنبوا تلك الحرب التي يديرها الـ سعو بإمكانياته وبدماءالبُسطاء من أبناء هذا الوطن بعد أن انقشعت الغُمّة وأن يتمثلوا الحديث النبوي الشريف (إذاالتقىٰ سيفان في الإسلام فالقاتل والمقتول في النار)وسرعة العودة إلى أهاليهم وديارهم والإنظمام لصف وطنهم للدفاع عنه فالمؤامرة كبيرة وأن يؤمنوا بحق أن الرزاق هو الله وليس الريال السعودي وأن يتيقنوا أنه لاوجود لمقبرة للجُوعِ.
-الثالثة: للمجلس الانتقالي الجنوبي وبقية القوى الوطنية المؤمنة بعدالة القضية وسبق إن تطرقنا إليه في موضوعنا السابق وأُكرره لأهميتة،،،سرعة التقاط اللحظة والدخول بمفاوضات مباشرة مع أنصار الله وشركائهم للوقوف على أرضية وقواسم مُشتركة مُزمّنة حتى لايجد الجنوبيون أنفسهم غُرباء في وطنهم وبمعزل عن أية حلول أوتسويات مع سرعة تحرير بقية المُدن وفرض الأمر الواقع الآخر فيما كانت اشتراطات الحلول تعجيزية فالجنوب المُستهدف من ذلك الإتفاق،،، فإن لم تفعلوا ستجدوا وطنكم وشعبكم مخطومان برباطٍ غليظٍ على عتبات باب اليمن ومصير قياداته الشتات وبين قتيل وسجين يُحاكم كحال من سبقهم في مختلف المنعطفات،،، وهذه المرة سَيُكَرِرالتأريخ نفسه وبصورة أكثر تراجيدية وانتقام ووحشية.
إن الـ سعود حسموا أمرهم وخيارهم بسلامتهم وأرضهم وترك الجنوب تتقاذفه المشاريع التوسعية الصبيانية وإذلم يَكُن كذلك جعلة كساحة حرب فهل من مُدَكِر.
دعونا نتكلم بأكثر شفافية إن الـ سعود فشلوافي قيادة التحالف بمخالفتهم لأهدافه وفي إدارتهم للأزمة بتغليبهم للمصلحة الخاصة والوقوف لطرف المُتنفذين الشماليين بالتماهي معهم لإفشال حرب تحريرصنعاء عن قصد حين إدعوا باطلاً أنهم أتوا لأجلها بعاصفتي الحزم والأمل لكنه لم يوجد أي حزمٍ وأي أمل لكنهم جعلوا منهما قضية للسيطرة وللتسويق السياسي والإتجار المادي ودعم من يدعون محاربتهم بكل إمكانيات الصمودوالبقاء ليتوجهواجنوباً لتاسيس واقعاً جديداً من التبعيةروإرساء
النموذج السيء لإدارته وتوقيع إتفاقيات لم تنفذ وهم أول مخترقيها ماجعلهم يفقدوا مصداقيتهم،،، وبدلاً من القضاء على الانقلاب لعودة الشرعية انقلبوا على ذات الشرعية لمصلحة باستخدامهم السيء للفصل السابع المُطبق على الجنوب المحرر فقضوا على كل مقومات الحياة فيه وتمكين حُلفاء حرب صيف 1994م من حُكمه بمناصفة مزعومة فأ لتقوا جميعاً عند تدميره وتخريبه واقتطاع أراضيه وجُزره وبحاره وأجوائه وممراته الدولية وحرب خدمات ونهب كل مقدرات ومقومات النهوض وإطلاق العنان للفساد والمفسدين وتجويع الناس بقطع معاشا تهم وإحداث التفرقة والعنصرية وإحياءالثارات والصراعات وتشكيل مليسيات خاصةوتلكم منجزاتهم لسنوات الحرب جنوباًفكانوا (أن إرتموافي أحضان من ثارواضدة) ويذكرنا هذا بقصة السباق العجيب للسُلحفاة والأرنب.
اليوم يمر الجنوب بأسوأ حالات التآمر للقضاء على مابقي من أمل الحرية واستعادة الدولة بإدخاله بدوامة الصراع البيني المفضي لحرب لاتُبقي ولاتَذر إذلم يتم تدارك الأمرمن قبل العُقلاءفيذهبوا لميثاق شرف يُجرّم الدم الجنوبي بين ٱبنائه وإن الجنوب لايمكن يكون إلاَ لَهُم وبِهِم يكفينا صراعا ت ودماء فلايغرنكم المال المعجون بذل العبودية والإرتزاق فا لشرف والكرا مة كُلاً لايتجز اء والوطن فوق الجميع ترخص دونه التضحيات فيا أبناالجنوب إتحدوا،،،،،
(إنــتـــهــى)
سبتمبر 19, 2024
سبتمبر 15, 2024
سبتمبر 14, 2024
سبتمبر 14, 2024