في ذكرى رحيل القامة الفنية الطربية الأصيلة أبو باسل فيصل علوي ابن لحج الفن والطرب والإبداع والجمال تستوقفنا الذكرى لنقدم بعض الوفاء لأسماء فنية قدمت وأعطت الكثير في ساحة الفن ، وقدمت للجمال وللنفوس الإنسانية عطاء آخاذ وانشراح لا زال يخلد بعد رحيلهم .
حقيقة لست بصدد عرض بطاقة تعريفية عن هرم فني بديع بحجم الفنان الإنسان فيصل علوي فالأعمال الفنية التي سجلها رسمت لكل اليمنين جنوبا وشمالا وفي دول عربية واسعة أصالة فنان تميز وبدون منازع في تأسيس الأغنية اللحجية، وبسط لها فضاء واسعا لتمتد شهرتها إلى ما وراء لحج واليمن وتعانق الخليج عامة والوطن العربي ، غير أني في مقالي هذا وجدتها فرصة وفي ذكرى وفاته التي تصادف اليوم الثلاثاء ال7 من فبراير أن أسجل أنا شخصيا وكغيري الكثير مدى شغفي وحبي للمدرسة الفيصلية اللحجية ،
وفي كل ساعات الانبساط والانشراح الذي تطيب لي نفسي الاستماع إلى الأغاني والطرب لا أقفز عن سماع الفنان الراحل فيصل علوي وأعيش معه ساعات بهيجة وأتشبع باحاسيسه وصوته الجميل
حقيقة أجد نفسي أحد المعجبين والمهووسين في الاستماع لأغاني أبو باسل، ووجدت أن ما يميز الفنان فيصل علوي سعد أن خلقت فيه الموهبة الطربية منذ الصغر فترعرت فيه ملكية الغناء ليكوّن مدرسة فنية طربية صقلته كفنان أصيل لا يتكرر مرتين.
استطاع خلالها تجاوز حدود الزمان والمكان وجغرافية الرتابة الداخلية ليكون فنان يوصل بشهرته إلى خارج اليمن ويكسب حب الناس في الكثير من الدول العربية والخليجية ويجعل له جمهور كبير وأجيال من الفنانين يتغنون بأغانيه .
فيصل علوي سعد إلى جانب امتلاكه صوتا طربيا أصيلا فهو عازف عود محترف متمكن وملحن ذو إحساس مرهف .
فأننا نجد في مثل هؤلاء المطربين الأحاسيس الطربية التي صنعتهم كعمالقة للفن في اليمن فهم عندما يغنون ويطربون يطربون بأحاسيس تعيش النص الشعري قبل أن يكون مغنى وينسجون اللحن من قلوب تعرف وتقدر معنى أن ينجحوا ويمتعوا جمهورهم ويطربوهم ،
لا شك أن كانت للبيئة التي عاش فيها الفنان فيصل علوي سعد والمحيط الذي ترعرى فيه أسباب في بروز فنان كفيصل علوي،
فمن لحج الغناء ومن رقعة خضرتها الآسرة من البساتين والورود والزمن الجميل الذي عاشوه في لحج القمندان ، من الثقافة الفنية الكبيرة التي زخرت بها لحج قديما وحاضرا كانت لحج قد حملت وتمخضت لتزف للحج أحد مكملات الجمال لا شك فيصل علوي وبصوته المترنم .
في ذكرى رحيل رائد الأغنية اللحجية فيصل علوي وفي زمن على قدر كبير يحمل المرارة والحياة الصعبة غير التي عاشوها مبدعونا بزمنهم إلا أنه يظل التمسك بالجمال والفن والطرب والثقافة والأدب أمر مطلوب لنحيي المشاعر والإيجابيات النفسية والإنسانية التي تدفع عن مرارة الزمن الذي نعيشه ونخلق لانفسنا مساحات من رفقة النفس ورقتها سيما في أيام مثل التي نعيشها فنحن على أية حال لا بد أن نحيي بقلوبنا أشياء جميلة وروحانية.
في الاخير نترحم ونبتهل إلى العلي القدير أن يرحم فقيدنا فيصل علوي ويسكنه فسيح جناته