يحتاج من وجهة نظرنا إلى تدخل عاجل لإصلاح الأوضاع الإقتصادية وفي الصدارة منها وقت نزيف وتدهور العملة المحلية وإعادة الإعتبار لقيمتها الشرائية ووقف الجرعة السعرية الجمركية التي ستؤدي إلى مضاعفة معاناة الناس والإضرار بنشاط الميناء وعزوف السفن والتجار وتوجههم إلى موانئ مجاوره! وإتخاذ كل ما يؤدي إلى إنخفاض أسعار المواد الغذائية والإستهلاكية والوقود والمحروقات وغاز الطبخ والأدوية ورفع وتحسين أداء الخدمات الإجتماعية الأساسية المرتبطة بحياة الناس وفي مقدمتها الماء والكهرباء والصحة والتعليم وتوفير الحياة الآمنة من خلال سيادة حالة الأمن والإستقرار والسكينة العامة والوظيفة العامة والحد من ظاهرة البطالة ورفع رواتب الموظفين وإطلاق علاواتهم وترقياتهم وفقاً لقانون الخدمة المدنية وكذا رواتب المتقاعدين والمحالين لنهاية المعاش وإنتظام رواتب منتسبي القوات المسلحة والأمن ودفع متخلفات رواتبهم للأعوام الماضية وفقاً للوعود الحكومية السابقة وإطلاق العلاوات والترقيات العسكرية وفقاً لقانون الخدمة في المؤسسات العسكرية والأمنية… وعلى المستوى السياسي وفي سياق ما يعتمل في المشهد من حوارات ومشاريع تسويات سياسية : إستيعاب قضية الجنوب وإحترام حق شعب الجنوب في إستعادة دولته والتفهم لنضالاته وتضحياته ومعاناته في سبيل تحقيق ذلك منذ عام 1990م وحتى اللحظة بإعتبارها قضية وطن أرض وشعب وهوية وثروة وتاريخ لم تعد قابلة للإنتقاص والتجزئة والمساومات والإلتفاف وإنصاف الحلول… نعم الجنوب وشعب الجنوب يحتاج في الوقت الراهن لذلك ولا غيره!! دون الحاجة للخوض في التفاصيل وما يجري في الواقع بما هو معلوم ولا ريب في ذلك!!! وحيث يتطلب كل ما سلف الإشارة إليه من قيادة المجلس الإنتقالي تكثيف ومضاعفة الجهود وإستخدام ما بأيديها ويتوافر لديها من أوراق فضلاً عن توسيع دائرة العلاقات الخارجية وكل ما يخدم مصلحة الجنوب وعدالة قضيته وقبل كل ذلك وبعده توسيع دائرة المشاركة الوطنية المجتمعية للإلتفاف حول هدف شعب الجنوب الجمعي والتمسك الثابت بعدالته ومشروعيته بإعتباره القاسم المشترك للجميع وما دونه مجرد تفاصيل ذات إرتباط به غير قابل لعكسها… وختاماً تحضرني مقولة قرأتها قبل كم عام في أحد الكتب (( قبل أن يفكروا الناس بالسياسة والجيوش والأدب والفن فكروا بما يحتاجوا من مأكل ومشرب وملبس ومسكن )) وكفى بالله وكيلاً.. .