مما لاشك فيه إن كل جنوبي حريص يحب الجنوب وعاصمته الحبيبة عدن ويحمل في ثنايأ قلبه كل الحُب والود لهذه المدينة التي عُرف عنها الحداثة والتطور وأضحت في غابر الزمان مُلهمة لكل شعوب الأرض بكل شيء جميل ، هذه المدينة الساحرة التي حوت الجمال ودفعت بسبب جمالها ومكانتها وموقعها وإرثها وتأريخها أثمان باهظة حيث كانت ولازالت هدف للغزاة الطامعين بإمتيازاتها ، هذه المدينة التي أصبحت محرومة من أحقيتها وأهلها الطيبين في الحياة وأبسط مقوماتها رغم إنها سبقت الجميع بعقود طويلة في الحصول عليها ، بعد سنوات من الإزدهار والتقدم على مختلف الصُعد وجدت هذه المدينة التي تغنى بها العشاق ولآمس ثراها كل المؤرخين والشعراء والمتنورين وجدت نفسها وعلى حين غفلة في مرمى الأعداء تُشن عليها كل صنوف الحرب القذرة والممنهجة بهدف النيل من مكانتها المرموقة والممزوجة بعبق الماضي ومجد الحاضر ،
عدن التي عُرف أهلها بالجود والكرم والزهد والعفة تم وبطريقة مدروسة وممنهجة تكديس أفواج من الدُخلاء اليها تحت يافطة النزوح لكي يغرقوها في مستنقع الفوضى وجحيم المعاناة بحيث إنتشرت ثقافة التسول وإنتشار الجريمة وبطرقية مخيفة وأفتقرت المدينة الطاهرة الى أبسط مفاهيم النظافة بسبب هؤلاء الوافدين الجدد .
عدن الٱم الحنون لكل جنوبي يُراد لشبابها النقي المرح أن يغرق في وحل المخدرات والمحظورات والعيش على صدى الجريمة وقانون الغاب ،
إزدحام بكل شي ! أمواج من الدُخلاء ممن لاتنتمى هيئاتهم الى جسد ورونق هذه المدينة الفاتنة ،
سيارات بأعداد تضاهي عدد الساكنين وبقايأ خردة تكاد تبسط على مساحة هذه المدينة الضحية ،
محاولات حثيثة تسابق الزمان تهدف الى تغيير واقعها الديمغرافي لكي تصحوا يوماً بعد خراب يصعب ترميمه وجرح غائر من الصعب مداواته ،
طفح نال من مخطط المدينة العمراني الجميل ونهب طال كل المتنفسات والشوراع حتى البحر
سواحل المدينة التي كانت ملاذ آمن وفسحة لأهل المدينة الطيبين أصبحت مهجورة إلا من هؤلاء الوافدين بطريقة لاتشرف المدينة ولايسرهم ،
عدن الجمال بأمجاد الماضي وآمال المستقبل لازالت تلك المدينة التي وبرغم كل مايُحاك ضدها لاتزال منتظرة ودموعها تجرح وجنتيها لزمانها الحقيقي المأمول ،
عدن يامجدنا وعزتنا صبراً وثباتاً فموعد النصر قد أقترب ومهما تصعب الحال وطال المخاض سيأتي الفرج وينصهر جليد الصمت القاتل