بقي الكثير من لزوم ما يلزم. لكن الشيء الأهم هو أن قدوم العام 2023 إلى بلادنا الحزينة لا يشبه ما تبثه الشاشات الخارجية في ولائم إعلامية وأضواء صاخبة، بل يكمل خطى سبعٍ مضت ليبقى أيضاً عام انتظار العالقين في المعاناة للخروج منها.. عام المحاربين الذين لا يلزمهم رأس سنة باعتبارها فائض عمري تستحضره الشاشات بعد رحيلهم.. عام الساسة والقادة في الفنادق والمطارات وفي قصور الضيافة بعد أن تركوا وراءهم شعباً لا يحفل برؤوس السنين ولا برؤوسهم إلا من خلال حرمانه وغضبه. عام المدن التي غادرها الفرح: صنعاء مدينة التاريخ ذهبت ولم تولد ثانية، “لا شفق دامٍ ولا فجر أشقر”.. و عدن تاهت و انطفأ الزعفران بين حاجبيها, وتفككت جدائلها ونُزع الخلخال من كاحلها.. لا فل في السمر لا بحر “يسرّح اليدين فوقه المساء” بعد أن كانت سيدة المدائن و عاصمة النور. سلام على البلد الحزين.