منذ انتهاء الهدنة في اليمن، مطلع أكتوبر الماضي، فشلت كل الجهود الأممية الرامية لتجديد الهدنة وتوسيعها، رغم المساعي الدولية المساندة لها، إلا أن الأمل لا يزال قائماً لإحلال السلام، حيث إن التحركات تصب أساساً في جعل السلام أمراً واقعاً، وتوجيه رسالة للحوثيين بأن العالم يراقب أفعالهم، ويحثهم على التعاون مع المجهودات الدولية، والاستماع إلى النداءات اليمنية من أجل السلام.
وأنهت مجموعة من سفراء الاتحاد الأوروبي، زيارة إلى العاصمة عدن استغرقت أياماً عدة، أعلنوا خلالها دعم الاتحاد للحكومة في تحسين الخدمات وخطوات الإصلاح الاقتصادي، ودعم جهود إحلال السلام، في زيارة هي الثانية خلال الأشهر الستة الأخيرة.
سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، غابرييل مونويرا فينيالس، وسفير فرنسا لدى اليمن جان ماري صفا، وسفير ألمانيا لدى اليمن، هيوبرت ياغر، وسفير سويسرا لدى اليمن وعمان، توماس أويرتل، التقوا رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي. وجدد خلال اللقاء موقفهم الداعم للعليمي ووحدة مجلس القيادة الرئاسي في هذا المفترق الحاسم في اليمن. كما رحب السفراء، بالتزام العليمي بتسوية سياسية دائمة للنزاع والدفع بالإصلاحات وتحسين الاقتصاد.
كما عقد الدبلوماسيون الأوروبيون اجتماعات أخرى شملت رئيس الوزراء، معين عبد الملك سعيد، ووزير الداخلية إبراهيم حيدان، ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل، محمد الزوعري، ووزير النفط والمعادن، سعيد الشامسي، ووزير التجارة والصناعة محمد الأشول، ومحافظ عدن أحمد لملس، واللجنة الوطنية للمرأة. وشدد سفراء الاتحاد الأوروبي، على أهمية تحسين تقديم الخدمات لجميع اليمنيين، مرحبين بالإعلان أخيراً عن الدعم المالي الإقليمي لليمن، ودعوا للاستفادة المثلى منه. كما أعرب السفراء، عن استعدادهم لمواصلة دعم أجندة الإصلاحات في اليمن. ومنذ انتقال السلطة في أبريل الماضي كثف الاتحاد الأوروبي من حضوره في النزاع اليمني عبر زيارات منفصلة إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية ومناطق سيطرة الحوثيين.
وأكدوا خلالها دعمهم جهود إحلال السلام وإنهاء الحرب، ولعبوا دوراً بارزاً في التوصل إلى اتفاق بشأن إفراغ ناقلة النفط صافر المهددة بالانفجار إلى ناقلة أخرى يتم استئجارها، وينتظر أن تبدأ العملية مع مطلع العام المقبل. من جهته، أكد مبعوث الولايات المتحدة إلى اليمن، تيم ليندركينح، أنه ورغم السلوك الحوثي المزعزع للاستقرار، فإنه يأمل أن تكون هذه هي أفضل فرصة للسلام حصل عليها اليمن منذ سنوات، فالعناصر الرئيسية للهدنة مستمرة في الصمود، بما في ذلك التدفق الحر للوقود إلى ميناء الحديدة، والرحلات التجارية المنتظمة من وإلى مطار صنعاء.
وقال إن الهدنة أدت إلى انخفاض في العنف وانخفاض الخسائر المدنية، وعلاوة على ذلك، تستمر المفاوضات المكثفة بين الطرفين حول اتفاق هدنة أوسع نطاقاً، بدعم من الشركاء، والأهم من ذلك أن الهدنة وجهود السلام تحظيان بدعم قوي على نطاق أوسع في جميع أنحاء اليمن وفي المنطقة. وأكد أن الحكومة اليمنية شكلت وفداً للمحادثات وأبدت استعدادها لمعالجة هذه القضايا وغيرها، لكن الحوثيين لم يلتزموا بعد بالمشاركة في العملية السياسية.