حذر باحث يمني من خطورة العديد من النباتات والأعشاب الطبية التي يتم بيعها في العطارات ودكاكين العسل والأعشاب التي تحولت إلى تجارة غير مسؤولة وفوضوية.
وقال الباحث والكاتب الصحافي عبدالفتاح الحكيمي لدينا قائمة طويلة بتلك العقاقير النباتية في عدن وتعز وصنعاء وغيرها، والبعض منها سام قاتل بطبيعته ولا يستعمل إلا بإشراف طبيب أو اختصاصي وخبير أعشاب، ومنها ما فقد صلاحيته للأستهلاك الآدمي بفعل تجاهل قواعد حفظ وخزن ألأدوية النباتية، وغياب الرقابة الدوائية والاستهلاكية الرسمية.
وكشف الحكيمي لأول مرة عن السبب الرئيسي في وفاة بعض أشخاص عند المعالجين بالقرآن الكريم.
وقال: يستعمل المعالجون في اليمن بذور نبات حب الملوك المعروفة كذلك باسم حبة السلاطين، شربة الفيل، وشربة الملوك، لإخراج أعمال السحر كما يقولون، وهي بذور سامة بطبيعتها تنتجها شجرة Croton tiglium المعروفة بسمية كل أجزائها، تحتوي على مادتي التوكسالبومين toxalbomine، والريسين Ricin المستخدمة في تصنيع الأسلحة البيولوجية الجرثومية.. وتجلب البذور إلى عطارات اليمن من الهند.
وأضاف الباحث اليمني أنه علاوة على كون البذور تكون غير تالفة في البداية ولون قشرتها الطبيعي هو(البُنِّي) فإن درجة سُمِّيتها رغم ذلك تكون عالية جداً، وجرعتها في الطب التقليدي لا تتجاوز 1, إلى ٣, من الجرام(واحد إلى ثلاثة من عشرة من الجرام فقط) للأشخاص الأقوياء والأصحاء فقط.. وقد لاحظنا قيام العطارين والمعالجين بالقرآن الكريم صرف جرعات عشوائية قاتلة ومميتة، تسببت قبل فترة بحالات وفاة في كل من محافظات أب وذمار وتعز، عدا حالات غير معلنة، أو تلك التي تسببت بنقل أطفال وكبار إلى غرف العناية المركزة في عدن وغيرها.
أما الأخطر وهو ما ينبغي عدم السكوت عنه من الجهات الرسمية الصحية والرقابية والتموينية بحسب الباحث هو استمرار العطارات ومحلات البهارات وغيرها ببيع بذور حبة الملوك التالفة المُتَعَفِّنة التي تحول لون قشرتها إلى الأسود وتآكل لُبُّها بصورة مقززة ، ((كما هو موضح في الصورة المرفقة))، حيث ترتع البكتيريا السامة خارج البذور وتعشعش في داخلها بصورة مخيفة، حيث يتسبب ذلك للأنسان والحيوان بأعراض شبيهة بالتسمم بأسلحة مادة الريسين البيولوجية.. وما يتبع ذلك من مظاهر تدهور جسماني وعقلي، تبدأ بالمغص والأسهال الدموي الحاد وفقدان سوائل الجسم والتسمم الكبدي والكلوي، وفقدان التنفس والهذيان وعدم القدرة على الحركة، وكل مظاهر الموت المخيفة كما حصل لحالات عديدة في اليمن وغيرها وحتى الوفاة.
تحذير خاص للنساء *
وحذر الباحث الصحافي عبدالفتاح الحكيمي النساء بوجه خاص من استعمال بذور شجرة حبة الملوك للتخسيس وإنقاص الوزن، كون ماهو موجود منها في العطارات ودكاكين البهارات وبيع العسل غير صالح للإستخدام، والقليل الصالح منها يستعمله المعالجون بعشوائية قاتلة.. وينطبق ذلك أيضاً على الرجال الذين يعانون من السمنة(ألكِرْش) أو الدهون.
واستغرب الباحث من ما تروج له المواقع الإليكترونية والقنوات الفضائية العربية عن فاعلية حبة الملوك في علاج النقرس والأستسقاء والروماتيزم، كون ذلك لا يتطابق مع معايير ما هو معروض من البذور في الأسواق من الحالة السيئة والتالفة لها، ولا من حيث عدم خضوع البذور المذكورة لإشراف طبي، بدليل أنه يمنع تداول هذه البذور في بلدان أوروبا وأمريكا واليابان ، وتستعمل عندهم فقط للأبحاث الطبية واستخلاص بعض الأدوية الصيدلانية منها بطرق مأمونة وجرعات معايرة لا تتهدد حياة الناس كما هو في اليمن وبلدان الخليج العربي ومصر وغيرها.
وطالب الباحث والصحافي عبدالفتاح الحكيمي وزارة الصحة اليمنية ومكاتبها، ومكتب التجارة والتموين والرقابة على الجودة سرعة تطهير الأسواق اليمنية في عواصم المدن الرئيسية وغيرها من هذه السموم الفتاكة وإخضاع العطارات ومحلات بيع البهارات والأعشاب والعسل لرقابة فحص جودة مستمرة، وكذلك تضمين منتجات الأدوية العشبية النباتية المحلية والمستوردة قائمة بمحتوياتها تُكْتب على علبة الدواء مفهومة بوضوح، وتحدد كذلك صلاحية استعمالها الآدمي، وترخيص وزارة الصحة عليها.